في يوم غير عادي، يوم 21 مارس، نحتفل بعيد الأم، وهو يوم لكل أم تعبت وربت وسهرت وكافحت، وأنجبت لنا أولادًا قادرين على مواجهة صعوبات الحياة.
تزامن عيد الأم مع عيد الربيع يحمل في طياته عبير الحب ونسمات التقدير وعطر الاحترام. في العام الماضي، كتبت مقالًا بعنوان “شموع تحترق”، حيث تحدثت عن أم شنودة التي كادت أن تحترق من أجل طفل لم تلده، في حين ألقت به أمه الحقيقية صغيرًا وتركته يواجه الحياة دونها.
أؤمن أن الأمومة ليست فقط في الولادة، ولدي قصتان تجسدان العطاء والحب والحنان لأشخاص يحملونهما في قلوبهم.
القصة الأولى تتحدث عن فتاة جميلة تدعى م.م.، عاشت في أسرة مترابطة برباط الحب والعطاء. تزوجت اختها الكبرى، وبعد وفاة والدها ومرض والدتها، لم تتخلى الفتاة عن أمها ولم تتركها لحظة واحدة، رغم زعابة والدتها ورفض الزواج. تجد في صوت هذه الفتاة الرضا والسعادة، ولا تشتكي أو تتهرب، وتقول: “أمي حياتي وأسرتي”، إنها امرأة نموذجية في العطاء والحب والرضا.
القصة الثانية تتحدث عن رجل بمعنى الكلمة، ج.ط. هذا الرجل تزوج ولكن بعد الزواج اكتشف أن زوجته لا تعرف شيئًا عن الأمومة، رغم إنجابها ثلاثة أطفال. اندلعت المشاكل وطلبت الزوجة الطلاق، وفي تلك الفترة لم يتخلى ج.ط عن أولاده ولم يتركهم، بل قام بدور الأب والأم معًا.
يرى ج.ط أن مهمته في الحياة هي تربية ثلاثة أولاد ناجحين، وسعادته تكمن في العطاء.
لذا، أقول: “الأم مصدر الحنان والأب المأمون، ولا تطلبا من أولادكم الامتنان”. طوال حياتي، أرى أن الأمومة ليست فقط في الولادة، فكم من امرأة لم تلد ولكن الله خلق بداخلها الحب والعطاء، وكم من رجل خلق الله بداخله العطاءوالتضحية.
هذا هو يوم العرفان لكل أم، وأقترح أن يطلق عليه اسم “عيد العطاء”. في هذا اليوم، نحتفل بروح العطاء والحب التي تتجسد في دور الأمومة. فلنقدر ونحتفل بالأمهات اللاتي يقدمن الحنان والعناية والتضحية بدون طلب مقابل. فهن يستحقن كل التقدير والامتنان.
لنمد يد الشكر والتقدير لكل أم تعبت وسهرت ونشأت لنا أجيالًا قوية ومتفائلة. لنعبر عن حبنا وامتناننا لهن، ولنقدم لهن الدعم والعناية والاحترام طوال العام، لأنهن يستحقن ذلك وأكثر.
في النهاية، أتمنى لكل أم يومًا سعيدًا ومليئًا بالحب والسعادة. وأتمنى أن تستمر رسالة الأمومة في الانتشار والتأثير الإيجابي على حياة الناس. فلنبحر في عالم العطاء والحب وننشره في كل زمان ومكان.