اليوم نحتفل بذكرى رحيل قداسة البابا شنودة الثالث، بابا العرب، الذي ترك أثرًا عميقًا في قلوب عشرات الملايين من الأقباط والمسلمين، نظرًا لمواقفه القومية والوطنية المشرفة.
لمدة أربعين عامًا، قاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بحكمة وشجاعة، وواجه تحديات كبيرة أثناء دفاعه عن المبادئ الوطنية والدينية.
رفض البابا شنودة زيارة القدس إلا برفقة شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد طنطاوي. تعكس هذه المواقف رؤيته العميقة للقضية الفلسطينية وفهمه الشامل لأبعادها.
واجه البابا شنودة تحديات خلال فترة بطريركيته، حيث حاربه الموساد وأعوانه واستخدمت كافة الوسائل لتغيير مواقفه.
في سبتمبر 1980، احتجز البابا شنودة في ديره بعد غضب الرئيس الراحل أنور السادات، لرافض التطبيع مع إسرائيل. وظل خمس سنوات، في ديره حتى يناير 1985، عاد إلى مرسية ويؤكد مجددا أنه لن يزور القدس إلا بعد تحريرها.
تعرضت الكنائس للاعتداءات والاستهداف، وقتل الأقباط، وتعرضت محلات الذهب للنهب. وتواصلت محاولات المؤامرة والتخريب ضده عن طريق العملاء والخونة الداخليين والخارجيين عملاء بنى صهيون.
رغم كل المؤامرات، استمر البابا شنودة في على موقفه، وظل يستقبل زعماء فلسطين، ونشأت صداقه بينه وبين رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، وبعده الرئيس محمود عباس.
علمت أن قداسة البابا، الذي كان يجري غسيل كلوي ثلاث مرات أسبوعيًا، في إحدى المرات بعد ان انتهى من جلسته، أصر على أستقبال محمود عباس أبو مازن، وظل يستمع له ولتطورات الوضع الفلسطيني.
كان حكيم العرب لسان القضية الفصيح ، عندما يستقبل زواره من مختلف أنحاء العالم يحدثهم عن الجرح الفلسطيني.
في ذكرى رحيله، ندرك ان البابا شنودة الثالث ترك وراءه إرثًا عظيمًا من الحكمة والروحانية والقيادة الروحية، وما زالت مبادئه وقيمه تلهم المصريين حتى اليوم.
في هذا اليوم، نستلهم من البابا قيمه ومواقفه في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة.