متابعات ـ هاني فريد
نزل 23 مهاجرا من أصل 359 ما زالوا على متن السفينة “أوشن فايكينج” بعد أن أنقذتهم سفينة الإسعاف هذه التابعة لمنظمة “اس او اس ميديترانيه”، في صقلية لتلقي “الرعاية الطبية الطارئة”، وفق ما أعلنت المنظمة غير الحكومية اليوم السبت.
وذكرت المنظمة التي تتخذ مقرا في مدينة مارسيليا الفرنسية -في بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر- أنه جرى “نقلهم إلى المرسى، وتحديدا نحو قارب لخفر السواحل الإيطاليين قبالة ميناء كاتانيا الصقلي”.
ووجهتا بهذه المناسبة “نداء عاجلا” لإنزال المهاجرين الـ 336 المتبقين على متن السفينة في ميناء أقرب من أنكونا على البحر الأدرياتيكي، الذي خصصته لهم السلطات الإيطالية.
وكون هذا الموقع يبعد حوالي 1500 كيلومتر عن موقع الإنقاذ، فإن الوقت اللازم للوصول إليه سيؤدي إلى إطالة أمد محنة الناجين الذين “يحتاجون أيضا إلى رعاية عاجلة”، بحسب جنيفر فيبرت، مديرة العمليات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وشددت فيبرت على ضرورة “إيواء هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت ممكن”، مؤكدة أن “الكثير منهم في حالة جسدية وعقلية هشة للغاية”، وأن “الأغلبية تعاني من الجفاف الشديد” حتى أن البعض اضطر إلى شرب مياه البحر “واحترق آخرون بسبب اختلاط الوقود مع مياه البحر في قاع قاربهم”.
وفي أربع عمليات إنقاذ متتالية، تمكنت “أوشن فايكينج” من إنقاذ 361 شخصا علقوا في البحر، من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة: تم إنقاذ 25 مهاجرا انجرف قاربهم بعد مغادرته الزاوية في ليبيا.
وتوفي ما لا يقل عن 60 شخصا كانوا على متن هذا القارب في البحر قبل التمكن من إنقاذهم، وفقا لشهادات ناجين.
وتم نقل اثنين من هؤلاء المهاجرين الـ 25، في حالة خطيرة، على الفور جوا إلى المستشفى من السفينة “أوشن فايكينج”، لكن أحدهما فارق الحياة بعد ذلك، بحسب منظمة “اس او اس ميديترانيه”.
تشكل إيطاليا بوابة رئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، وباتت تشترط نقل الناجين إلى ميناء يقع على مسافة بعيدة جدا من مواقع الإنقاذ، ما يطيل أمد العمليات، بحسب المنظمات الإنسانية التي دانت الإجراء.
في الإجمال، قضى أو فقد في العام 2023 نحو 3105 مهاجرين بعد محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، وفق أحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. ومنذ يناير، قضى أو فقد 360 مهاجرا، بحسب المصدر نفسه.