الحملة الإلكترونية الضارية على العلامة الدكتور «على جمعة»، من فعل إخوان الشيطان، الدكتور جمعة مصنف عدوًّا للإخوان من زمان.. وهو صاحب التعبير الموجع فى وصفهم وأشباههم «كلاب النار».
حاولوا قبلا اغتياله قبالة مسجده فى مدينة السادس من أكتوبر (5 أغسطس 2016)، ولما فشلوا ونجا المفتى السابق بفضل العناية الإلهية، تربصوا به، وكمنوا له فى الفضاء الإلكترونى، لابدين فى حسابات إكس (تويتر)، وما إن يظهر حتى يناولوه بكريه القول، الإخوان ألد الأعداء.
مراجعة ما جادت به قريحة الدكتور جمعة فى برنامجه الرمضانى (نور الدين)، طرح دينى وسطى معتدل، يقدم الرحمة على ما سواها. خلوًّا من التشدد، مفعما بالمحبة، بلغة بسيطة مبسطة تلائم الأطفال وتجيب على شواغلهم وتعيد ترتيب أفكارهم عن الدين والحياة.
كان السؤال بريئا من طفلة صغيرة، للدكتور على جمعة: «فيه ديانات أخرى غير ديانة الإسلام زى المسيحية ولها رسل مثل سيدنا عيسى وكتب من السماء.. ليه المسلمين بس اللى هيدخلوا الجنة؟».
فأجاب الدكتور جمعة بمحبة، وبما يناسب عقل طفلة مبلبلا بعلامات استفهام: «مين قالك إن المسلمين بس اللى هيدخلوا الجنة.. دى معلومة مغلوطة لأن ربنا قال غير كده.. ربنا قال: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارىٰ والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، يبقى الآية واضحة جدا أن الدين عند الله الإسلام وكله اسمه إسلام عندنا».
إذن، فيما أخطأ الدكتور جمعة، هل مطلوب يقمع الطفلة ويزجرها وينهاها عن السؤال؟، هل كان مهضوما من فضيلته أن يقصف جبهة إخوتنا المسيحيين ليرضى عنه إخوان الشيطان والمتسلفة والمتسلقة جدار الدين؟، وهل الدكتور جمعة يحوز مفاتيح الجنة مثلا؟!.
الدكتور جمعة كان ملهما فى الإجابة على السؤال المحرج، سؤال يتهرب من الإجابة عليه أعتى المرجعيات الدينية، وراجعت كثيرا من أقوالهم، إلا من رحم ربى، جميعا يحومون، كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ. جد لم أجد أوضح من قول العلامة الكبير الدكتور جمعة، مرجعيته القرآن ليس سواه، وأسند رأسه إلى سورة البقرة، الدكتور جمعه لم يتأل على الله كما يتألّى المتنطعون من الإخوان والتابعين، والتألّى على الله حكمه حرام وعقابه عذاب
اللافت فى السؤال المذكور، والذى لقطته الطفلة من حكى مكرور، أنه سؤال المسلمين عن موقع غيرهم من الجنة، تحديدا المسيحيين بفعل عشرة العمر الجميل، وليس سؤال المسيحيين أنفسهم عن موقعهم فى جنة المسلمين.
فى هذا تفسير من عندياتى لم يقل به أحد من السابقين، مجرد اجتهاد ولى عليه أجر المجتهد إذا أخطأ، التفسير من باب رئيس يدخل فى الإيثار، يقول به المحبون، محبة فى صحبة المسيحيين فى الآخرة، حسنت عشرتهم فى الدنيا، وفى الآخرة معنا إن شاء الله. ومن باب جانبى يدخل فى الأثرة بمعنى الأنانية والاحتكار، وهى نقيصة إنسانية مذمومة ومرفوضة، إخوان الشيطان احتكروا الإسلام فى اسمهم، تسموا الإخوان المسلمين، وميزوا أنفسهم فى الدنيا عن بقية خلق الله المسلمين، وبالضرورة فى الآخرة سيستأثرون بالجنة، من يضن على المسلمين بالإسلام فى الدنيا أتراه سيتسامح مع دخول المسيحيين الجنة؟!.