جلس المخرج الأمريكي الكبير (ستيف جيمس) يرد علي أسئلة جمهور كبير بقاعة المؤتمرات بمقر أقامة ضيوف مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي في عيده الفضي ،كان الحوار معه مهما لسببان الاول هو عرض بعض افلامه التي تندرج تحت عنوان (سينما النضال الاجتماعي ) وفقا للكتاب الذي اصدره المهرجان عنه بتحرير أروي تاج الدين ومن خلال كتابات مهمة لآخرين ،والثاني هو قدرته علي شرح سينماه وأسلوبه لهذا الجمهور الذي تنوعت أعماره ،وان كان الشباب هو الأكثر عددا ،اما مخرجنا الكبير يسري نصر الله فقد رأينا فيلم بداياته الوثائقي (صبيان وبنات ) وجلس ايضا للحوار مع الجمهور في نفس القاعة ،بداية بماستر كلاس قدم فيه أفكاره عن السينما ولماذا اتجه اليها قبل الحوار مع الجمهور لمدة تتجاوز الوقت المحدد ،وبرغم البرنامج المزدحم لمسابقات المهرجان إلا أن هذه اللقاءات المهمة مع السينمائيين الكبار والتي اضيفت احتفالا بدورته الخامسة والعشرين كانت حدثا مهما للغاية فيما قدمته من افلام نادرة عرضت سابقا(او لم تعرض )مثل فيلم (احكي يا عصفورة )للمخرجة عرب لطفي والذي يوثق ،وربما لاول مرة ،دور المرأة الفلسطينية في النضال في مرحلة السبعينات وحيث عرفنا منه ما لم نعرفه او يذكر من قبل عبر الاعلام عن اعمال خارقة لسيدات في مواجهة الاحتلال ،ومثل فيلم (عائلة السموني) للمخرج الإيطالي ستيفاني سافونا الذي انجزه علي مدي عشر سنوات ليحكي فيه عن استهداف قوات اسرائيل لعائلة فلسطينية بداية بقتل افرادهاثم الاستيلاء علي ارضها،وكان الحوار مع المخرج صعبا ومهما لكثرة المعلومات التي أضافها لنا .
هل تعرفون سينما المنفي
عالم ليس لنا ،،هو الفيلم الذي رأيناه منذ سنوات في نفس المهرجان للمخرج الفلسطيني( مهدي فليفل) الذي عاش مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان إجباريا بعد النكبة ،ومن يومها تغيرت حياته بعدما أدمن تصوير ما يحدث له ولغيره من ابناء وطنه المشتتون ،وبدأ يصنع افلامه ،١٣فيلما منذمرحلة ما قبل الدراسة ،والي الاحتراف ،وكلها عن القضية الفلسطينية ،كلها تسجيلية قصيرة لها اسماء مثل (رجل عائد )و (رجل غارق )وواحد طويل هو (عالم ليس لنا )،وفيلم واحد روائي قصير ،ومعلومات اخري شديدة الاهمية عنه وعن سينما المنفي يقدمها الناقد أسامة عبد الفتاح في كتابه (مهدي فليفل..سينما المنفي ) وهو احد الكتب السبعة التي اصدرها المهرجان هذا العام برئاسة الناقد والكاتب عصام زكريا ،وبعد رئاسة الدكتور حسين بكر للمركز القومي للسينما الذي يقيمه ،وقد تضمنت هذه الكتب المهمة غير كتاباستيف جيمس ومهدي فليفل المكرمان ،كتاب تكريمي ثالث عن الفنانة الممثلة بعنوان(سلوي محمد علي ،،المغامرة ) كتبته إيمان كمال والذي قدم تجربتها المتفردة كممثلة قديرة في دعم شباب المخرجين والمخرجات من صناع السينما التسجيلية والقصيرة والمستقلة والمشاركة في أفلامهم ،وكتاب عن تكريم عائلة فنية صنعت تاريخاً مهما للفيلم، المصري في بداياته هي عائلة التلمساني التي قدمت للسينما المصرية المخرج الروائى كامل التلمساني والمصور السينمائي حسن التلمساني والمخرج التسجيلي عبد القادر التلمساني والكتاب بعنوان (عبد القادر التلمساني ،،في محبة الفن والحياة )للكاتبة والناقدة مي التلمساني ،وكتاب عن علاقة السينما بالمدينة والمكان في مصر وهو( المدينة والفيلم ،أتساع بلا حدود )للباحث والمؤرخ محمود قاسم والذي قدم عبره الوجوه السينمائية للقاهرة والإسكندرية ومدن القناة وحتي سيناء والمدن الصحراوية في مصرً ،ولان السينما المصرية ثرية بكل نوعياتها فإن الروائية نافست التسجيلية في هذا الكتاب المختلف ،وكذلك كتاب ثاني عن (الصحافة الفنية في مصر )يقدم الجزء الثاني من حلقة بحثية قام بتنسيقها الناقد رامي المتولي وترصد-للعام الثاني- علاقة الصحافة المصرية بالفن علي مدي عشرين عاما (١٩٥٢-١٩٧٣)وتضمنت تسعة أبحاث لنقاد وباحثين هم ناهد صلاح واحمد عبد العال وضياء مصطفي ومحمد نبيل وأشرف غريب ووائل سعيد وأمنية عادل وسليمان بختي ومحمد دياب أدار نقاشها الناقدان كمال رمزي وناجي فوزي ،واخيراً،،جاء الكتاب الاهم في توثيق ما كتب عن السينما التسجيلية المصرية ،والذي قدمه الدكتور ناجي فوزي ،الباحث والمؤرخ بعنوان (مدخل الي دراسات السينما التسجيلية ) الذي يعود بالفضل لفكرته الي د.مدكرو ثابت ،المخرج الراحل و رئيس أكاديمية الفنون عام٢٠٠٥،والذي اقترح وقتها ضرورة لفت الانتباه الي السينما التسجيلية من خلال الدراسات المتعددة الموثقة في أبحاث وكتب كتبها نقاد واكاديميون عنها ،والذي نكتشف منه كم الأسماء والافلام والمبدعون لهذه الافلام منذ بدأت صناعتها في بلدنا .وكم النقاد الذين تابعوها .