بعد عرض 4 حلقات من مسلسل لحظة غضب، مازال إيقاع المسلسل هو بطل العمل، بخلاف الأداء المبهر لكل من صبا مبارك ومحمد شاهين، والمشاهد القليلة التى ظهر بها محمد فراج في الحلقة الأولى، فمثل هذه النوعية من الأعمال، تحتاج إلى جذب الانتباه خلال دقائق عرض الحلقة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تشعر بلحظة ملل واحدة أو تشعر بانفصال عن الأحداث وهو ما حدث بشكل واضح حتى الآن في مسلسل لحظة غضب.
وبعيدا عن الإيقاع المنضبط وعناصر المسلسل التى تُخدّم على العمل من تصوير وموسيقى وإضاءة، فهناك أداءً استثنائيا من الفنان محمد شاهين، بشخصية مصطفى التي يجسدها داخل أحداث العمل، فهو شخصية جادة للغاية مع الغرباء ومع موظفيه في الشركة، لكنه شخص حنون على زوجته وشقيقه وزوجة شقيقه، رغم المعاناة التى يعانيها من شقيقه المختفى ولا يعرف طريقه، ومن شقيقته المستهترة التى تلعب شخصيتها باقتدار حتى الآن سارة عبد الرحمن.
الصعوبة في الدور الذى يلعبه محمد شاهين أنه يجمع بين الصرامة، وخفة الظل في بعض المواقف، فبين الشعورين شعرة، يحتاج إلى أن يحافظ عليها طوال الوقت، فنحن أمام شخص يبحث عن شقيقه المختفى، بكل جدية وصرامة، ولكن هذا لا يمنع أن تلمح طيف هزلى بسيط للغاية بين الحين والآخر لهذه الشخصية، وهو وإن كان امرا صعبا، في كثير من الأوقات، لا سيما أننا أمام مسلسل جريمة بشكل رسمي وواضح، ولكن أيضا الفضل في ذلك يعود إلى المخرج عبد العزيز النجار، الذى يعرف متى يعطى الضوء الأخضر لشاهين لإظهار هذا الطيف الهزلى، ومتى يختفى وكأنه لم يكن موجود من الأساس.
كذلك من عوامل نجاح الشخصية واختلافها كليا عن الشخصيات التى لعبها محمد شاهين من قبل هو “الشنب” الذى يظهر به، فهو مناسب وملاءم تماما مع شخصية كشخصية مصطفى، ذلك الشخص الخمسيني، أو في نهاية الأربعينيات، الأخ الأكبر لشقيقين، المتزوج ولديه طفل، ومدير في أحدا البنوك، وصارم للغاية مع الموظفين، في الوقت الذى تخونه زوجته مع كثيرين، فهي شخصية مركبة إلى حد كبير، ولكن نجح شاهين في تحديد أبعادها وشكل الخارجي وحتى الداخلى.
شاهين ظهر في أكثر من مشهد وهو يتحدث عن علاقته بشقيقه، فرغم هذا الاختلاف الكبير والواضح بينهما في أحداث المسلسل، إلا أنه يخشى على شقيقه شريف “محمد فراج” ويحبه حبا كبيرا لدجة أنه قال “شريف ده أغلى من مروان ابنى”
بالتأكيد الحلقات المقبلة ستشهد الكثير من المفاجئات والتفاصيل المتعلقة بالجوانب الإنسانية والنفسية لشخصية شريف، مع تطور الأحداث وتصاعدها، وعلاقته بكل من زوجته التى تمثل احدى نقاط ضعفه، وأيضا علاقته بابنه الذى يعلم سر الجريمة القائم عليها الأحداث، ولكنه من الصدمة يفقد صوته على أثر الصدمة.