يظل الاختلاف هو أحد أهم سُنن الله في أرضه، وحكمته في خلقه، وواقع لا يمكن تجاهله أو تغييره ..
لقد خلقنا الخالق مختلفين في الشكل والجنس واللون والعقيدة والقدرات والأهواء، وقد امتد هذا التنوع المُدهش الدال على عظمة الخالق إلى الكون كله.
بجولة بصرية سريعة يصاحبها القليل من التفكير والتدبر، سينقلب إليك البصر مؤكداً بأن “الصنعة متنوعة والصانع واحد”.
وبالاعمق في التفكير، ستجد أن التكامل والترابط بين عناصر هذا الكون المختلفة يُضفي عليها روعةً ليس كمثلها روعة.
وبالمزيد من التدبر، ستكتشف بأن “إدارة الإختلاف” فيما بيننا هي الفريضة الإنسانية الغائبة، والنعمة المنقوصة، والحكمة المسلوبة.
التنوع والاختلاف قد يكون “قيمة مضافة” لأطراف الاختلاف إن تحقق بينهما التكامل والموائمة، والتكامل يُعني تحقيق اكتمال نواقص كل طرف بفائض الأخر، والموائمة إنما هي خلق مساحات مشتركة لإدارة الاختلاف وتعظيم المُشترك.
وما من شك، بأن التنوع ثراء لمن أمن به، وجحيم لمن صارعه، وواهم من كان مُعتقداً بقدرته على أن يسير عكس إرادة الخالق بأن خلقنا مختلفين ولو كانت إرادته غير ذلك لخلقنا “امة واحدة” .