متابعات ـ هاني فريد
وصف نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الوضع في الضفة الغربية بأنه صعب جدا، مؤكدا أن الإجراءات الأحادية الإسرائيلية من خروقات حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية والقيود على حق أداء العبادات “تغير الواقع على الأرض ولا تسهم في إحلال السلام ولا حتى في تحقيق حل الدولتين”.
وقال الصفدي خلال مؤتمر صحفي في مقر الوزارة مع وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غلاغير، “على إسرائيل رفع مثل هذه القيود واحترام حرية العبادة، وأن تسمح للمصلين بأن يؤدوا واجباتهم الدينية خلال شهر رمضان”.
وأضاف أن العبث بالمقدسات هو عبث بالنار، ونحثكم ونحث كل دول العالم على أن يقوموا بكل ما هو ممكن لضمان أن تحترم إسرائيل الوضع القانوني والتاريخي في الأراضي المقدسة، وأيضا احترام حق العبادة ورفع كل القيود المفروضة التي تمنع الناس من أداء فروضهم الدينية في هذه الأيام المقدسة.
وشدد على أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، له المسؤولية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويقوم بكل الجهود الممكنة لحماية واحترام المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن لا يتم انتهاك حرمة الأماكن المقدسة وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 5 أشهر خرق لكل القيم الإنسانية، والعالم عاجز عن إيقافه، مضيفا أن الأطفال في غزة يموتون يوميا جراء نقص الطعام.
ولفت الصفدي إلى أن “شهر رمضان شهر الرحمة والسلامة والسكينة، لكن للأسف، هذا ليس الواقع الذي يعيشه 2.3 مليون في غزة، وهم يستمرون في المعاناة من وحشية العدوان الإسرائيلي”.
ونوه إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من المجاعة، ويموت الأطفال من نقص الطعام، ودفعوا خارج منازلهم ليعيشوا في الملاجئ ومن دون خدمات أساسية أو حتى تلبية الاحتياجات الأساسية للحياة. وأضاف أن “ما يجري في غزة له عواقب كبيرة على كل من يعيش في غزة، مضيفا أن شهر رمضان جاء وما زالت إسرائيل تقصف غزة، والنساء لا يجدن ما يطعمن أبناءهن والناس يموتون ولا يجدون مكانا يدفنون فيه”.
وشدد الصفدي على أن هذا الوضع “مليء بالتحديات، وصعب وتراجيدي، وصوتكم كان صوتا مليئا بالمنطق والعدل”، مؤكدا أن الاستمرار سويا ومع الشركاء الآخرين حول العالم لدفع إسرائيل لاحترام حرمة الحياة في غزة، وإيقاف هذا العدوان الذي لم يأت إلا بالدمار والخراب والجوع.
ونوه الصفدي قائلا:”نريد السلام في المنطقة، ونريد السلام للفلسطينيين والإسرائيليين ولكافة المنطقة ونريد إعطاء الحق الشرعي للفلسطينين بإقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو عام 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها، حيث تعيش جنبا إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل”.
وأكد على أن “العدوان الإسرائيلي تمادى ويجب إيقافه، ولا طريق أمام المجتمع الدولي لقبول أن يموت الناس من الجوع في هذا العصر وهذا الزمن”.
وأشاد الصفدي بالشراكة والعلاقات الدبلوماسية بين الأردن والفاتيكان منذ 30 عاما، قائلا، إن “هذه الأعوام مليئة بالحوار والتعاون والعمل المشترك لتعميق قيم السلام والعدالة والاحترام للآخر.
بدوره، طالب وزير خارجية الفاتيكان، بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط تضم العديد من التحديات والصعاب وبالأخص بشأن غزة، وأن العدوان ينبغي أن ينتهي.
وأكد غلاغير على أن “بابا الفاتيكان يرى بأن هذا العدوان ينبغي أن ينتهي، ويسعى الفاتيكان ويستمر بالمطالبة بوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وبذل الجهود لحل هذا النزاع المريع”.
وشدد على أن الفاتيكان يدعم جهود الأمم المتحدة وخاصة أونروا، لأن دورها أساسي لتلبية الاحتياجات لحل المشاكل الإنسانية.
ونوه إلى أن الفاتيكان يقف مع الأردن بشأن الموقف من الحرب على غزة وكذلك حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المقدسات في القدس.
وأجرى الجانبان مباحثات موسعة تتناول تطورات الأوضاع في غزة، والتداعيات الكارثية لاستمرار الحرب، والجهود المبذولة لوقفها وضمان حماية المدنيين ودور العبادة، وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية والإنسانية، وإيصال المساعدات الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.
كما تتناول المباحثات القيود التي تفرضها إسرائيل على حرية العبادة في القدس.