بعد ورود تقارير عن مجاعة في غزة، أعلن الرئيس الاميركي جو بايدن عن خطط أميركية لإنشاء ممر بحري عائم قبالة شواطئ غزة، يهدف إلى نقل المواد الغذائية وغيرها من المساعدات من قبرص إلى المدنيين في القطاع.
وتقول التقارير إن فوج الهندسة في الجيش الاميركي سيقوم ببناء رصيف عائم في غزة، بدون أن تكون هناك أي قوات أميركية في القطاع أو على الأرض، وبدون الكشف عن تفاصيل لوجستية أخرى حول من سيستلم المساعدات في غزة، ومن المسؤول عن توزيعها على الفلسطينيين في القطاع.
ويصف البيت الأبيض المبادرة بأنها “مهمة طارئة” من شأنها أن تسمح بتسليم مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة عبر رصيف عائم يتم ربطه بجسر مؤقت، وان البناء سيتم بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة، وسيستغرق من 30 إلى 60 يومًا للتنفيذ.
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت خبراً يفيد أن “اسرائيل” تسعى لشراء ميناء في قبرص، وأن مسؤولاً “اسرائيلياً” سيذهب الى قبرص للتفاوض حول الأمر. وتقول الصحيفة أن هناك هدفين “لإسرائيل” من شراء ميناء في قبرص هما: تفتيش السفن التي تحمل المساعدات الإنسانية قبل وصولها إلى الميناء الذي تعمل الولايات المتحدة على إنشائه على سواحل غزة.
الخطوة جزء من مساعي تل أبيب لإيجاد طرق بحرية لنقل البضائع إلى “إسرائيل”؛ استجابة للتحديات الراهنة وما قد يحمله المستقبل من تحديات للأمن القومي “الإسرائيلي” في ما يتعلق بالخدمات اللوجستية البحرية، وفق الصحيفة.وعلى هذا الأساس ما الذي يمكن فهمه من فكرة بايدن حول الميناء العائم في غزة؟
1- بالنظر الى الوقت الذي ستستغرقه الأشغال في تأمين هذا الممر الانساني العائم، والذي يتراوح بين 30 و60 يوماً، يبدو أن “اسرائيل” ستبقى مستفيدة من استخدام التجويع كوسيلة حرب، وأن الفكرة الأميركية تهدف الى حملة علاقات عامة فقط لتبييض صورة بايدن في الداخل الأميركي
.2- فكرة بايدن هذه تشتري الوقت لإسرائيل لتنفيذ أهدافها، بينما يتنصل هو من مسؤوليتها القانونية والاخلاقية، وهو ما يًفهم من قول بايدن حول عدم وجود خطوط حمراء على “إسرائيل”.
3- ان استخدام الموانئ القبرصية هو وسيلة تستطيع “اسرائيل” من خلالها أن تتخطى الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين، بحيث ستأتي السفن الى قبرص ومنها تتوجه الى “اسرائيل” بالمواد والحاجيات التي تحتاجها “إسرائيل”.
يبدو الميناء العائم في غزة والمترابط مع الميناء القبرصي، مرتبطاً بمرحلة ما بعد الحرب في غزة، وما يتم التوافق عليه في مرحلة “اليوم التالي”، علماً أن فكرة فتح ممر بحري إلى غزة عبر موانئ قبرص ليست جديدة، ففي عام 2018، وافقت “اسرائيل” على إنشاء ميناء بحري في قبرص يخدم قطاع غزة، وذلك على أثر صفقة تفاوض شملت إعادة جثماني جنديين “إسرائيليين” كانت حماس تحتجزهما، لكن “اسرائيل” لم تلتزم بالاتفاق فيما بعد.