متابعات ـ إيهاب السيد
أكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي، أن العلاقات المصرية الصينية في أحسن مستوياتها على مر التاريخ بفضل الإرادة السياسية القوية للقيادتين الصديقتين وحرصهما على تقريب وجهات النظر بينهما وتعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح و تطلعات الشعبين.
وشدد السفير العرابي -في تصريح على هامش ندوة: “مصر والصين.. عشر سنوات على إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة”، التي نظمتها جمعية الصداقة المصرية – الصينية ومركز التحرير للدراسات والبحوث، اليوم السبت- على أن مصر والصين لديهما مواقف متشابهة في العديد من القضايا الدولية بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ تؤيد بكين حل الدولتين ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية لتسهيل قيامها بممارسة المهام المنوطة بها على أكمل وجه بكافة الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن البلدين تبنتا موقفا متشابها تجاه تطورات الأوضاع الحالية في قطاع غزة، حيث ترفض الصين محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتحث مجلس الأمن، منذ بداية الأزمة، على الاستجابة للنداء العام للمجتمع الدولي من أجل وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء القتال واستهداف المدنيين والمنشآت، بجانب إدانة كافة انتهاكات القانون الدولي. وثمن العرابي موقف الصين من الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث وصفت بكين الوضع في غزة بأنه “عار على الحضارة”، علاوة على دعم بكين لنيل فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وتابع أن مصر والصين تنتهجان كذلك موقفا يطالب بضرورة تحمل المجتمع الدولي مسئولياته لخلق أفق سياسي للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتعايش بين الشعبين، وذلك من خلال البدء في تنفيذ رؤية حل الدولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
كما أثنى وزير الخارجية الأسبق على دعوة الصين إلى مواصلة زيادة المساعدات الإغاثية للسودان وضرورة احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه وتجنب فرض حلول خارجية.
وحول العلاقات المشتركة بين الجانبين، أفاد العرابي بأن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورا ونموا كبيرا خلال الفترات الماضية انطلاقا من المصالح المشتركة وحرص الجانبين على دفع تلك العلاقات لتلبية تطلعات تحقيق التنمية.
وأشار إلى أن هناك حرصا من الجانب المصري على المضي قدما في تعزيز الاستثمارات الصينية في مصر، والاستفادة من الخبرات التكنولوجية والتنموية وتطوير التعاون الاقتصادي والإنمائي.
وأبرز العرابي أن العلاقات المصرية الصينية حققت طفرات منذ عام 2014 حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، جمهورية الصين الشعبية، ووقع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الجانب الصيني، منوها بأنه من خلال التعاون المشترك يجري تنفيذ العديد من المشروعات الحيوية في قطاعات التعليم، والصحة، وتوطين الصناعة، فضلا عن التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعرفة.
وجدد التأكيد على أن الحكومة المصرية حريصة على تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في إطار “مبادرة الحزام والطريق”، لافتا إلى أن المبادرة تتوافق مع رؤية (مصر 2030) من حيث تحفيز النمو الاقتصادي وتشجيع التصنيع، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وزيادة التواصل بين الشعوب.
ونبه إلى أن “مبادرة الحزام والطريق” تعد تأكيدا على فكرة التعاون متعدد الأطراف، وتعمل على تعزيز الشراكات لدفع التعافي الاقتصادي العالمي، مشيدا بالشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تشهدها البلدان منذ عشر سنوات والتي نقلت العلاقات الثنائية إلى مستويات أرقى وأعمق من التعاون المشترك في جميع المجالات.