متابعات ـ هاني فريد
أعلنت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيجريد كاج يوم الخميس أن إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني عن طريق إلقائها من الجو أو إيصالها عبر البحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل “بديلا” عن إيصالها عن طريق البر.
وقالت كاج للصحافيين -في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك- “لقد تحدثت عن أهمية تنويع طرق الإمداد البرية. هذا الحل يبقى الأمثل، لأنه أسهل، وأسرع، وأرخص، بخاصة وأننا نعلم أننا بحاجة لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة لفترة طويلة من الزمن”.
وتعليقا على المساعدات الإنسانية التي تم أخيرا إلقاؤها من الجو فوق القطاع الفلسطيني قالت كاج “أعتقد أن هذه العمليات هي رمز لدعم المدنيين في غزة. إنها شهادة على إنسانيتنا المشتركة، ولكنها مجرد قطرة في محيط، وهي ليست كافية على الإطلاق”.
وشددت الوزيرة الهولندية السابقة التي عينها مجلس الأمن الدولي في ديسمبر في منصب “كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة” على أن “الجو والبحر لا يمكن أن يشكلا بديلا عما نحتاج لإيصاله عبر البر”.
لكن كاج لفتت إلى أن “أي (مساعدات) إضافية، في هذا المنعطف الحرج، ستكون مهمة للغاية”.
ورحبت المسؤولة الأممية أيضا بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن لتوه ويعتزم الإعلان عنه في خطابه السنوي حول حال الاتحاد لجهة إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع عن طريق البحر، مشيرة إلى أن “دولا كبرى” أخرى ستنضم إلى هذا “الممر البحري” الذي سينطلق من قبرص.
من جهته، قال السفير الياباني يامازاكي كازويوكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر مارس الجاري إن “أعضاء المجلس أكدوا من جديد على أهمية الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة في غزة بكل الوسائل الممكنة”.
وردا على سؤال بشأن أبرز العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات إلى سكان غزة، دعت كاج إلى فتح المزيد من المعابر البرية، مشيرة بالخصوص إلى تعقيدات عمليات تفتيش الشاحنات على المعابر.
من ناحيته، أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الشاحنات التي تصل إلى معبر رفح المصري يتم تفتيشها ثم تفريغها ثم إعادة تحميلها عند دخولها القطاع في شاحنات تكون في كثير من الأحيان أصغر حجما وعددها غير كاف.
وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة تبقى شحيحة جدا. وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل برا لموافقة مسبقة من إسرائيل.
وبعد خمسة أشهر من الحرب ومن الحصار المشدد على قطاع غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وتراجع نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الحدود البرية، (من رفح جنوبا ومن معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل)، وتعزو منظمات الإغاثة ذلك إلى قيود إسرائيلية.
واستشهد أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي خلال تدافع نحو قافلة مساعدات دخلت إلى مدينة غزة، وفق ما قالت إسرائيل، وبسبب إطلاق النار في اتجاه القافلة من جانب جنود إسرائيليين، وفق ما قال الفلسطينيون.
واندلعت الحرب بعد هجوم نفذته حماس في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وترد إسرائيل بقصف مدمر على قطاع غزة وعمليات برية ما تسبب باستشهاد 30800 ألف شخص غالبيتهم العظمى مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.