دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره السادس، واستشهد ما يزيد عن أربعين ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمر وخرّب ٦٥٪ من المساكن والمنشآت، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ودور العبادة، واضطر الأهالي للهجرة إلى رفح جنوب غزة.
وفي الوقت نفسه، تغير موقف الدول الغربية المتعاطفة مع إسرائيل نتيجة للمظاهرات الشعبية التي تندد بالكوارث الغير إنسانية واللا أخلاقية التي تمارسها الدولة والمستوطنون ضد الفلسطينيين، فضلاً عن تهديد ومنع المعونات الإنسانية التي تقدمها بعض الدول.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأييد حل الأزمة الحالية بالوصول لحل الدولتين، إلا أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم الكيان الصهيوني عسكريًا وسياسيًا بلا حدود، واستخدمت حق الفيتو في قرارات الأمم المتحدة ثلاث مرات منذ اندلاع طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
وما زالت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة نتنياهو في ممارساتها ضد سكان قطاع غزة والضفة الغربية للقضاء على المقاومة الفلسطينية.
واتسع مجال العدوان الإسرائيلي ليشمل الجنوب اللبناني، مما يزيد من اشتعال الصراع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد نجاح الحوثيين في أحداث خسائر في سفن بعض الدول الداعمة لإسرائيل.
ويتمثل الموقف المصري في استمرار دعم الفلسطينيين والرفض التام لتهجيرهم ولو مؤقتًا داخل الأراضي المصرية، بما يؤدي إلى انتهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد.
بصفة عامة، يمكن القول بأن تعنت إسرائيل في التفاوض مع حركة حماس بشأن تبادل الرهائن والأسرى، ووقف إطلاق النار يهدد بانفجار الأوضاع إقليميًا ودوليًا، ويدخل أطراف وقوى أخرى في الصراع.
في ضوء ما سبق، يمكن التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، على الأقل خلال شهر رمضان، تجنبًا لتحول النزاع إلى حرب دينية، وهو ما لا يرغب به الطرفان وأمريكا.
اللواء نبيل صادق المتخصص في الدراسات الإسرائيلية.