شهدت مدينة الإسكندرية امس الجمعة 1 مارس 2024 حدثاً تاريخياً، حيث انطلقت آخر رحلات قطار أبوقير الذي يعد أقدم خط قطارات ضواحي في مصر، والذي يربط مناطق شرق ووسط المدينة، وينقل مليون ونصف راكب يومياً. ويأتي توقف القطار عن العمل بعد 170 عاماً من الخدمة، لتستكمل وزارة النقل أعمال تنفيذ أول خط مترو بمدينة الإسكندرية، وأول مترو خارج حدود القاهرة الكبرى.
مشروع مترو الإسكندرية
ينفذ المشروع الجديد تحالف أوراسكوم المصرية وكولاس ريل الفرنسية، والتي شاركت بجزء كبير في تنفيذ شبكة مترو أنفاق القاهرة، على ثلاث مراحل، تمتد المرحلة الأولى من أبو قير حتى محطة مصر بوسط البلد، تحتضن 20 محطة بطول 21.7 كم، ويبلغ طول الخط الكلي 43.2 كم.
ومن المقرر أن يدخل المترو الخدمة في يونيو 2026، بسرعات تصل إلى 100 كم في الساعة، ومن المتوقع أن يحدث ثورة في ملف النقل بمدينة الإسكندرية، حيث سيتبادل المترو مع الخطين الأول والرابع من القطار الكهربائي السريع، ومع ترام الرمل في محطتي سيدي جابر وفيكتوريا، ومع خط سكة حديد رشيد في محطة المعمورة، ومع خط سكة حديد القاهرة اسكندرية في محطة مصر.
وكانت وزارة النقل قد أعلنت عن محطات المرحلة الأولى من مترو الإسكندرية، وهي: محطة مصر، باب شرق، الحضرة، سبورتنج، سيدي جابر، كفر عبده، الظاهرية، السوق، غبريال، فيكتوريا، محمد نجيب، سيدي بشر، ميامي، العصفرة، المندرة، المنتزه، الاصلاح، المعمورة، طوسون، أبو قير.
تاريخ قطار أبوقير
يعد قطار أبوقير جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإسكندرية ومن وجدان سكان المدينة، فيصل تاريخ القطار إلى عام 1854، وشهد على أهم الأحداث التي مرت بالمدينة منذ عهد سعيد باشا، واستقله أهم رموز الإسكندرية خلال الـ170 عاماً السابقة.
وكان القطار يستخدم نظام جر ديزل باستخدام الجرار المعروف باسم الجرار الكندي في مصر، والذي يقوم بسحب ودفع القطار في نفس الوقت، ويتم التحكم في الجرار عن طريق متحكم في كابينة بالعربة الأمامية من القطار، والتي تسمى عربة كابينة القيادة الرومانية.
وتتوقف امس أجراس المزلقانات بلا رجعة، وتهدأ مداخن القطارات، وتبدأ الإسكندرية فصلاً جديداً من تاريخها بمترو كهربائي صديق للبيئة، يربط جميع أحيائها بدون ضوضاء وأدخنة أو مزلقانات وحوادث.