هذه ثقافة العشوائيات والبلطجة، وانتشار تلك الظاهرة هو إساءة لكل الرجال.
فلم نكن نرى تلك الظاهرة قبل أربعين سنة مرت، ولكنها أتت بعد السماوات المفتوحة والقنوات المشفرة.
ثم توالت أكثر بعد ظهور المحمول واختراق الوعي مرة أخرى وبرمجته ليصبح الشباب في حالة من السعار الجنسية.
وهكذا نرى جرائم مثل قتل طالبة الجامعة واغتصاب رضيعة وهناك آلاف البيوت مغلقة على أشياء لا يجب التشهير بها.
كل ذلك يجب أن يلفت كل أجهزة الدولة لمراجعة نفسها عبر علماء الاجتماع والسلوك، حتى نستطيع أن نغير ثقافة ووعي الصغار على أقل قدر ممكن.
حتى ولو تم إغلاق فيسبوك وتيك توك وإنستجرام.
أعلم أن هذا لن يرد الباب المفتوح على البحري ولكن لدينا مثل يقول “الباب المردود يرد القضاء المستعجل”.
على الأقل ننوّر الباب أو نتحكم في مواده، أعلم أن “الفتق اتسع على الرأسق” ولكن يجب أن تعمل العقول لإعادة ضبط المصنع لشخصية وهوية المصريين.
تشديد العقوبة لا يمنعها، ولكن بمنعها وعي وثقافة مجتمعية، ولكن كيف نحمي عقول أطفالنا؟
لو اضطررنا إلى عمل معسكرات “تشبه الكيبوتس” صيفية بحيث يقيم الناس بلا نت ولا تليفونات لمدة أسبوعين أو ثلاثة على أن يتعلم الطفل اعتماده على نفسه.
يجب أن تكون تلك المعسكرات تحمل الصبغة العسكرية؛ بمعنى حياة خشنة بلا رفاهية تملأ بالجهد البدني للأسرة بأكملها.
ويمكن استغلال تلك الطاقات في تشجير الطرق وشق الترع وحفر الآبار، وصيانة الأشياء وتعلم الحرف اليدوية.
يجب أن نشغلهم فكريًا وبدنيًا حتى نعيد ضبط الانفلات الأخلاقي الذي زاد عن حده وأصبح خطرعلى بناتنا وأولادنا.
لا يجب أن نرمي باللوم على الفتاة أو التجمعات النسوية لأن الأمر أكبر من إمكانياتهم.
قد يكون هذا الكلام به شدة، بل قسوة، ولكن ما يحدث هو أشد قسوة على المجتمع المصري الذي تغيرت سماته أكثر مما يمكن التسامح معه.