النص مستوحى من “فكر بغيرك” لمحمود درويش
حين يتندى فمك بقبلة الصباح
تذكري .. ثمة شفاه تشققت من صمت الغرام
..
حين يُزين أذينك بقرٍط ماسي
انتبهي لأذن تتوق لهمس الكلام
..
وأنت تغسلين شراشف الأمس
فكري في مخدع يشتاق لبقعة وئام
..
ساعة تداعب يده خصلاتك السوداء
تأملي مفرق شاب شعره قبل الأوَانِ
..
حين تضعين عنك شال الإغواء
لا تتجاهلي ثوباً يهفو لينخلع على الأقدام
..
وأنت تنشبين بمخدعك حرب الوسائد
فكري في أعين مسالمة باتت لا تنام
..
كلما ارتويت من بِئر غيرك
لا تنسي جسدًا ظمأنًا لشربة هيام
..
حين يضاحكك بطرفة .. ويحك
هناك ثغر غاب عنه الإبتسام
..
حين تنزلقين، ويسندك ساعده .. سيدتي
عكازك مسروق من بيتٍ، صغاره ..أمسوا أيتام
..
ساعة تتوسدين ذراعه بسهرة
تباً، هناك من تترنح بلا ساعد، بلا حسام
..
وأنت تغطين في أحضانه الدافئة
أترضين لأختك أن تنام ملتحفة ببرد الأوهام؟
..
كلما جلست يمينه بالسيارة .. أبشرك
لست آخر من سيربط لها الحزام
..
ساعة يدفع لك أو يدفع عنك
قلبي مع من تتدافعها الخطوب وحيدة بخضم الزحام
..
وهو يقسم أنه لن يحب سواك
أقسم لك .. إنه مدمن حنث أقسام..
وأنت تتعللين بالشرع .. بالحلال.. بالحرام
ورقه سليم .. ولو طلقك واقترن بشقيقتك بنفس العام
..
كلما زارتك الطمأنينة لغفوِة وليفك بعشك
أختاه .. قريباً موسم هجرة الحمام
..
عندما تتوهمين أن المستقبل لك .. ثقي
من باع ماضيه، لا تؤتمن معه الأيام
بقلم: داليا الحديدي
كاتبة مصرية