متابعات ـ إيهاب السيد
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن “افتقار مجلس الأمن إلى الوحدة بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة يقوض سلطته بشدة، وربما بشكل قاتل”، مضيفا أن “مجلس الأمن يحتاج إلى إصلاح جدي لتكوينه وأساليب عمله”.
وأوضح الأمين العام -في كلمة له، اليوم الاثنين، في جنيف أمام الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- أنه “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، لافتا إلى أنه “استند إلى المادة 99 لأول مرة خلال ولايته لممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على المجلس لبذل كل ما في وسعه لإنهاء إراقة الدماء في غزة ومنع التصعيد لكنها لم تكن كافية ولا يزال القانون الإنساني الدولي يتعرض للهجوم”.
وبين أن “عشرات الآلاف من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال قتلوا في غزة كما لا تزال المساعدات الإنسانية غير كافية على الإطلاق”، مؤكدا أن “معبر رفح هو جوهر عملية المساعدات الإنسانية وأن الأونروا هي العمود الفقري لذلك الجهد”، مشددا على أن “الهجوم الإسرائيلي الشامل على المدينة لن يكون مرعبا لأكثر من مليون مدني فلسطيني يلجأون إليها فحسب ولكن من شأنه أن يدق المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة”.
وكرر جوتيريش، دعوته إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، مؤكدا أن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالنزاعات تتزايد في كل أنحاء العالم، وأن القانون الدولي الإنساني واضح، وأنه يجب على جميع الأطراف التمييز بين المدنيين والمقاتلين في جميع الأوقات.
وشدد على ضرورة حظر الهجمات على المدنيين أو البنية التحتية المحمية بما في ذلك المدارس والمستشفيات وكذلك حظر الهجمات العشوائية والهجمات التي يكون فيها احتمال وفاة المدنيين غير متناسب مع الميزة العسكرية المحتملة.
وبين جوتيريش، أن القانون الدولي الإنساني واضح في حظر التهجير القسري، كما يحظر أخذ الرهائن واحتجازهم واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وكذلك يحظر العقاب الجماعي واستخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب.
وقال الأمين العام إن جميع مزاعم الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة تتطلب إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة، مؤكدا أن الأمم المتحدة مصممة على اتخاذ مثل هذا الإجراء فيما يتعلق بالادعاءات الموجهة ضد موظفيها.
وأضاف أن ترويع المدنيين وحرمانهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية هو وصفة للغضب والعزلة والتطرف والصراع الذي لا نهاية له، مشددا على أن دعاة الحرب اليوم لا يستطيعون محو درس الماضي الواضح.