متابعات ـ هاني فريد
اتهم مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية مهند العكلوك، إسرائيل بارتكاب أبشع جريمة إبادة جماعية في العصر الحديث في قطاع غزة، وأنها تذهب في وحشيتها إلى ما هو أبعد من جريمة الإبادة الجماعية كما عرفها القانون الدولي، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948.
وقال العكلوك – في كلمة له أمام احتفالية حماية التراث الفلسطيني اليوم الاثنين بالجامعة العربية – إن إسرائيل، عدو الإنسانية، التي قتلت على مدار نحو 5 شهور 30 ألف شهيد وأصابت 70 ألف شخص، وهجرت قسريا داخل قطاع غزة مليوني فلسطيني، أي 87% من مواطني قطاع غزة، ودمرت 360 ألف بيت في غزة أي نحو 65% من الوحدات السكنية في القطاع، فعلت ذلك بوعي وتخطيط كاملين.
وأوضح أن إسرائيل تسعى لإخضاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للتجويع على مدار 143 يوما، وأن الأطفال والنساء وكبار السن يقتلون اليوم جوعا حرفيا وواقعيا وحقيقيا، علاوة على قتلهم وتدمير بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم ومستشفياتهم بـ 69 ألف طن من المتفجرات وقد أفادت تقارير وشهادات من منظمات دولية بأن جميع سكان قطاع غزة (100% من سكان قطاع غزة) يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والشديد، ولكن نصف مليون منهم يعيشون في مرحلة مجاعة.
ونوه العكلوك إلى أن إسرائيل تعمدت تدمير المنظومة الصحية عبر تدمير 31 مستشفى و53 مركزا صحيا في قطاع غزة أخرجتها جميعا عن الخدمة، وقصدت تدمير الاقتصاد الوطني الفلسطيني عبر تدمير معظم المصانع والمراكز الاقتصادية، وأرادت أيضا تدمير ثقافة وتراث الشعب الفلسطيني عبر التدمير الكلي أو الجزئي لـ 404 مدارس وجامعات، و486 مسجدا و200 موقع أثري، و12 متحفا، و32 مؤسسة ومركزا ثقافيا، و9 مكتبات عامة، و8 دور نشر ومطابع، بالإضافة إلى سرقة وتدمير آلاف القطع الأثرية واللوحات الفنية والآلات الموسيقية.
وأشار إلى أنه مع كل هذه الجرائم الإسرائيلية، يقف العالم بين عاجز عن وقف الإبادة الجماعية، أو صامت عنها أو داعم لها، وحتى بعد 30 يوما من أمر محكمة العدل الدولية بوقف قتل المدنيين الفلسطينيين أو إيذائهم جسديا أو عقليا وتأمين تدفق المساعدات الإغاثية، كتدابير مؤقتة، ما زالت إسرائيل، قوة الإبادة الجماعية تمعن في القتل والتدمير والإيذاء.
وأعرب عن أسفه من أن مجلس الأمن لم يقم بدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين، من خلال إصدار قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلي وإطلاق النار، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بتعطيل دور مجلس الأمن، من خلال الفيتو الظالم الذي سمح لإسرائيل أن ترتكب جريمة الإبادة الجماعية لما يقارب من 5 شهور متواصلة، في بث حي ومباشر عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وحذر من أن آلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية تستعد للانقضاض على رفح الفلسطينية التي تؤوي 1.65 مليون فلسطيني في مساحة تبلغ 20% فقط من إجمالي مساحة قطاع غزة، بقصد تنفيذ المخططات والنوايا الإسرائيلية بتهجيرهم قسريا إلى خارج الأرض الفلسطينية، بعد أن تم دفعهم بالعدوان الإسرائيلي منهجيا للنزوح نحو أقصى جنوب قطاع غزة وأن ذلك لو حدث فإنه لن يشكل تهديدا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة فحسب، بل سيمثل ضررا بالغا للأمن القومي العربي بمجمله، وسيدخل المنطقة في مراحل جديدة من الصراع وسيقضي على أي فرصة للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة.