في 31 أكتوبر 2023، استقبل الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وفدا من ممثلي الجالية اليهودية في العالم، في الدوحة. وكان اللقاء سريا ولم يتم الإعلان عنه رسميا، ولم تنشر قناة الجزيرة القطرية أي تقرير عنه. ولكن صحيفة ليبراسيون الفرنسية كشفت عن تفاصيل اللقاء في مقال نشرته في 12 ديسمبر 2023، تحت عنوان “قطر: السرية والتناقضات”.
وبحسب الصحيفة، فإن اللقاء كان جزءا من مساعي قطر لتحسين صورتها في الغرب والتقرب من الجاليات اليهودية، خاصة بعد الانتقادات التي تعرضت لها بسبب علاقاتها بحركة حماس ودورها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقالت الصحيفة إن الوفد اليهودي طرح على تميم مجموعة من الأسئلة حول موقف قطر من إسرائيل وحماس ومصر وإيران والسعودية والإمارات والبحرين، وأن تميم أجاب بطريقة متوازنة ومتفتحة.
وأثار اللقاء ردود فعل متباينة في العالم العربي والغربي. فمن جهة، انتقد بعض النشطاء والمحللين العرب قطر لما اعتبروه خيانة للقضية الفلسطينية وتناقض بين دعمها لحماس ولقائها باليهود. ومن جهة أخرى، رحب بعض المسؤولين والمنظمات اليهودية الأمريكية باللقاء كخطوة إيجابية نحو تحسين العلاقات بين قطر وإسرائيل والتعاون في مواجهة الإرهاب والتطرف.
لم يكن لقاء تميم بالجالية اليهودية الأول من نوعه، فقد سبق أن حاولت قطر ترتيب اجتماعات مماثلة مع قادة اليهود الأمريكيين في نيويورك، في سبتمبر 2017، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب رفض بعض المنظمات اليهودية اللقاء بتميم، بحجة أن قطر دولة تدعم وتمول الإرهاب ومقربة من إيران.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية عن تعاقد قطر مع شركات علاقات عامة أمريكية بملايين الدولارات لتحسين صورتها في الولايات المتحدة وبناء جسور مع الجالية اليهودية. ومن بين هذه الشركات، شركة “ستونينجتون ستراتيجيز”، التي عينت نيك موزين، مستشار سابق للنائب الجمهوري تيد كروز، للقيام بهذه المهمة2. وقال موزين إن العلاقة مع قطر هي في “مصلحة المجتمع اليهودي”، خشية وقوعها تحت النفوذ الإيراني.
ويعتقد بعض المحللين أن قطر تسعى لكسب دعم اللوبي اليهودي في أمريكا للتأثير على الإدارة الأمريكية والكونجرس الأمريكي، وخاصة في ظل الأزمة الخليجية التي تواجهها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي قطعت علاقاتها معها وفرضت عليها حصارا اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا منذ يونيو 2017.