شهدت مؤخرًا فيديوهات قادمة من غزة تظهر فلسطينيين يحتجون ضد حماس وينتقدون إسماعيل هنية ويحيي السنوار. هذا حق طبيعي لهم. عندما قرأت تعليقات الناس على هذه الفيديوهات، لاحظت أن الناس توحدت مع حركة حماس لدرجة تصور انهم هم فلسطين بينما تشكك في ولاء التيارات الفلسطينية الأخرى ويتهمونها بأنها تتحرك وفقًا لأوامر إسرائيل.
هذا التصور يشبه تمامًا ما حدث في عامي ٢٠١٢ و٢٠١٣ عندما حكمت جماعة الإخوان في مصر. تم ترويج فكرة أن أي شخص يخالف الجماعة يعارض الدين. ومع ذلك، كان الشعب المصري أكثر وعيًا وفهمًا لمآربهم.
نعم، ندعم الحق في المقاومة، ولكن توجهات حماس التي تستمد تعليماتها من إيران سببت ما نحن فيه الآن. حيث خرج المتحدث الرسمي للحرس الثوري الإيراني ليعلن أن عملية السابع من أكتوبر التي هتف لها كل العرب، جاءت انتقاما لقتل الضابط الإيراني الكبير قاسم سليماني.
لقد ألقت إيران بنا في أتون الصراع، وأصبحنا غير قادرين على الرد، فالأمر حرب بالوكالة تقوم بها حماس نيابة عن ايران، وتوظف القضية الفلسطينية العادلة فى خدمة الأجندة الإيرانية، واستغل الإعلام الصهيوني حول العالم هذه التصريحات للإساءة للقضية الفلسطينية العادلة.
اليوم، يخرج المئات من أبناء غزة يهتفون ضد حماس ويطالبونها بالرحيل عن غزة، وهذا أمر صحي ومشروع. ومعنى ذلك أن المواطن هناك قادر على التعبير عن رأيه، حيث يعيش حوالي مليونين ونصف فلسطيني في غزة، ومن الطبيعي جدًا أن يكون هناك مئات أو آلاف أو أكثر يختلفون مع حماس ويعارضون أفكارها.
كل ذلك طبيعي في كافة المجتمعات ولكن إن رفضت حماس الأمر فمعنى ذلك أن حماس تسيطر على القطاع وتفرض ديكتاتورية على سكانه. ما يحدث في غزة ليس غريبًا، فالانتقادات والاحتجاجات الداخلية في أي مجتمع هي جزء من الحياة الديمقراطية وحرية التعبير.
من المهم أن نفهم أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد كتلة واحدة موحدة في الرأي، بل يتمتع بتنوع وتوجهات مختلفة. قد يوجد أفراد يدعمون حماس ويرونها كممثل شرعي للفلسطينيين، وقد يوجد آخرون يعارضونها ويشككون في أهدافها وطرقها.
من الضروري أن نحترم هذا التنوع وأن نسعى لفهم الأسباب والمشاعر التي تدفع الناس إلى الانتقاد أو الدعم. يجب أن يكون هناك حوار مفتوح وبناء يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم والاستماع إلى بعضهم البعض بدون تهديد أو قمع.
في نهاية المطاف، يجب أن يكون هدف الجميع هو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتحقيق حقوق الفلسطينيين. ومن المهم أن يعمل الفلسطينيون سويًا ويجتمعوا للعمل على تحقيق هذه الأهداف المشتركة بشكل موحد ومنسق، بغض النظر عن التوجهات الفردية والسياسية.