أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي، الحرص على التعاون بين الحكومة و المجتمع المدني; لخدمة المواطنين بالمحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزيرة سها جندي في الحفل السنوي لمؤسسة “مصر بلا مرض” والذي تم خلاله إطلاق مبادرة الخدمة الإنسانية للدول النامية حول العالم “عالم بلا مرض”، بحضور نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير حسام عيسى مساعد وزير الخارجية لشئون السودان، جوزيف موم مجاك سفير جنوب السودان لدى مصر، والقس داود لمعي كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة والرئيس الشرفي للمؤسسة، وعدد من أعضاء مجلس النواب، ونخبة من رجال الدولة والمال و الأعمال، وذلك بدعوة من الدكتورة لمياء كمال رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وذلك بحسب بيان، اليوم الثلاثاء، لوزارة الهجرة.
وأوضحت السفيرة سها جندي أن مشاركتها في الاحتفالية تأتي ضمن جهود التعاون بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الوزارة ومؤسسة “مصر بلا مرض” للرعاية الصحية في مايو الماضي بهدف إدماج الأطباء المصريين بالخارج في دعم جهود الدولة لتقديم خدمات صحية للمواطنين بالمحافظات والقرى الأكثر احتياجا في إطار تنفيذ المبادرتين الرئاسيتين “مراكب النجاة” و”حياة كريمة”.
وشددت على أن الوزارة دائما تضع نصب أعينها الاستفادة من خبرات مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على تقديم الدعم والخدمات، تحت مظلة استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وذلك عن طريق التواصل مع أبنائنا أصحاب الخبرة والكفاءات بالخارج لتقديم يد العون والمساعدة لمجتمعنا بكافة الصور الممكنة، بما يساعد على نهوضه في كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية.
وقالت الوزيرة “نحرص على انتقاء المؤسسات التي نتعاون معها، بما يضمن خدمة المجتمع في الداخل، بجانب إشراك الخبراء والمتخصصين من المصريين بالخارج، من مختلف أنحاء العالم”، منوهة بأصالة المصريين بالخارج وعمق جذورهم داخل الوطن، وحرصهم على نقل خبراتهم إلى الوطن، وعلاج الحالات الأولى بالرعاية، سواء بشكل مباشر أو التشخيص عن بعد “Telemedicine”.
وذكرت الوزيرة أن “مصر بلا مرض” تعد واحدة من أنشطة مؤسسات المجتمع المدني المصرية المتخصصة في تقديم خدمات الرعاية الصحية لغير القادرين في المناطق المحرومة والفقيرة في مختلف التخصصات ومنها: القوافل الطبية، ومراكز الغسيل الكلوي، وحضانات الأطفال المبتسرين، والعناية المركزة، والعيادات التخصصية، كما قامت بإنشاء عيادات وأقسام طبية وأجنحة رعاية صحية في العديد من المستشفيات في المناطق ذات الحاجة، وتعتمد على المتطوعين حتى ممن يتم تقديم خدمات لهم ويتمتعون بالشفاء تأكيدا على تكامل العطاء ووحدة الهدف.
وتابعت أن “مصر بلا مرض” تعد إحدى المؤسسات الهامة التي تعمل على الأرض وتسعى لدمج الأطباء المصريين بالخارج في العمل الخيري بمصر، وتتمتع بخبرة في إدارة وتنفيذ البرامج والمشروعات الصحية، قائلة:” وإننا حريصون على التعاون مع المؤسسة بهدف توحيد الجهود وتحقيق الاستفادة المثلى من خبرات أبناء الوطن بالخارج وتوظيفها في العديد من المبادرات البناءة والأنشطة الهادفة لخدمة المجتمع المصري والتي تعمل عليها الوزارة، وهذه المرة تقديم خدمات صحية وقائية وعلاجية لجميع فئات المجتمع في كافة محافظات الجمهورية”.
وأشادت وزيرة الهجرة بحرص المؤسسات الصحية المصرية على تقديم الخبرات إلى الأشقاء في عدد من الدول الإفريقية، سواء وزارة الصحة المصرية أو مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالصحة، وكذلك الأطباء المصريين في مختلف دول القارة السمراء وخصوصا فيرجسون السودان، أوغندا وغانا.
وأضافت الوزيرة أن الأطباء المصريين بالخارج، حريصون على المشاركة ونقل خبراتهم إلى الوطن، في مجال الرعاية الصحية بمختلف تخصصاتهم سواء كان نتيجة عملهم حول العالم في المجال الطبي سواء في الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا او الخليج وجنوب إفريقيا، مؤكدة أن هناك إنجازات تبعث على الفخر للأطباء المصريين في مختلف التخصصات، مما جعل كبرى المجلات العلمية تحتفل بأبحاثهم وإنجازاتهم، وهو ما يعد جانبا مهما من القوى الناعمة لمصر.
وأكدت أن وزارة الهجرة حرصت على وضع آلية للتنسيق المباشر مع وزارة الصحة والسكان من خلال إطلاق استمارة إلكترونية لتسجيل من يرغب من الأطباء المصريين بالخارج في دعم المنظومة الصحية في مصر، وموافاة وزارة الصحة بأسماء الأطباء المصريين وتخصصاتهم في مختلف مجالات التعاون التي أعربوا عن رغبتهم في إفادة وطنهم بخبراتهم، وذلك بهدف دعم المنظومة الصحية بمصر وخدمة الفئات الأكثر احتياجا، فضلا عن تعزيز حركة السياحة العلاجية في مصر، رغبة من الأطباء المصريين بالخارج في رد الجميل ودعم وطنهم الذي يدينون له بما حققوه من نجاح، إذ طلبوا من وزارة الهجرة المشاركة بكافة الأشكال في دعم المجال الطبي والتدريب والمستلزمات الطبية في مصر، مشيرة في هذا الشأن إلى المؤتمر الذي سيعقد في مصر حول السياحة العلاجية.
ولفتت إلى جهود إطلاق “المركز الوطني للهجرة” والذي سيكون مظلة تنضوي تحتها مختلف المؤسسات المعنية بهذا الملف المهم، لتوفير احتياجات الأسواق العالمية من العاملين في مختلف المجالات، بعد تدريب الأيدي العاملة المصرية بمعايير العمل لدي المجتمعات التي تحتاج لها، والاستفادة من خبرات هؤلاء الشباب لاحقا بعد عودتهم وانتهاء عقود عملهم في الخارج، إلى جانب الترويج لكفاءة الأيدي العاملة المصرية، والبناء على ما تحقق من نجاحات للمركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة، والعمل مع عدة دول لاستنساخ التجربة، ومن بينها هولندا، أستراليا، اليابان، الاتحاد الأوروبي، وغيرها من الدول.
وكشفت عن اعتزام وزارة الهجرة التعاون مع “مصر بلا مرض” في مجال التدريب وخصوصا التمريض والصحة العلاجية والرعاية لخدمة أبنائنا الطامحين للعمل في الخارج في هذه المجالات، آخذا في الاعتبار ما أعلنت عنه المنظمة من دورات تدريبية متخصصة في هذه المجالات خلال المرحلة القادمة.
وذكرت الوزيرة بأننا بصدد إطلاق تطبيق هاتفي للمصريين بالخارج ليضم مختلف المحفزات والخدمات، منوهة إلى أن “مصر بلا مرض” ستكون ضمن هذا التطبيق المتميز بما تقدمه من خدمات مجتمعية.
وفي ختام كلمتها، أكدت وزيرة الهجرة أهمية الاستفادة من خبرات أبناء مصر بالخارج بما يحقق مفهوم التنمية الشاملة في ضوء حرصهم على رد الجميل للوطن، إلى جانب التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل على تقديم الدعم والخدمات تحت مظلة استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والخطط الوطنية للتنمية في ظل الجمهورية الجديدة خاصة في قطاع الرعاية الصحية، وذلك عن طريق التواصل مع أبنائنا أصحاب الخبرة والكفاءات بالخارج لتقديم يد العون والمساعدة لمجتمعنا بكافة الصور الممكنة، بما يساعد على نهوضه في كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية.
وتعمل مؤسسة “مصر بلا مرض” في إنشاء وحدات العناية المركزة ووحدات العناية بأمراض القلب (وحدات CCU)، إنشاء وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، إنشاء مراكز غسيل الكلى، إنشاء مراكز علاج الإدمان والتأهيل، وإنشاء المستشفيات ومدارس التمريض، بجانب التوعية الصحية في مختلف أنحاء مصر.