متابعات ـ هاني فريد
بعد سنوات طويلة من غياب الأفلام الجريئة، ساد خلالها مصطلح “السينما النظيفة”، تعود من جديد لافتة للكبار فقط أو “+18” لتتصدر “أفيشات” ثلاثة من الأفلام التى تم طرحها فى دور العرض خلال الأيام الماضية، لتنافس بقوة فى سباق موسم أفلام إجازة منتصف العام.
أول هذه الأفلام الذى يحمل لافتة «+18»، هو «أصل الحكاية»، بطولة شيرى عادل، وخالد الصاوى، وبيومى فؤاد، وهالة فاخر، وحمزة العيلى، ومن تأليف وإخراج محمد أمين.
كما تم عرض فيلم «ليلة العيد» بتصنيف عمرى +16، وبعض السينمات وضعت عليه «تصنيف +18»، وهو من بطولة يسرا، وريهام عبد الغفور، وعبير صبرى، وسميحة أيوب، وسيد رجب، ويسرا اللوزى، ونجلاء بدر، وهنادى مهنى، ومحمد لطفى، وأحمد خالد صالح، والعمل من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز، حيث يناقش العنف ضد المرأة، وزواج القاصرات، وختان الإناث.
وتنافس الفنانة منى زكى، بفيلم «رحلة 404»، بتصنيف عمرى «+ 18»، من تأليف محمد رجاء، وإخراج هانى خليفة، ويظهر فى الفيلم النجوم محمد فراج، ومحمد ممدوح، وشيرين رضا، وخالد الصاوى، ومحمد علاء، وحسن العدل، وسما إبراهيم، وشادى ألفونس، ورنا رئيس، وجيهان الشماشرجى، وعارفة عبد الرسول.
تعبير مهين
ورحب عدد كبير من النجمات والنجوم بمحاولات بعض السينمائيين للتخلص من مصطلح السينما النظيفة، مؤكدين أنه تعبير مهين ولا يتناسب على الإطلاق مع الدور المهم الذى يلعبه الفن فى تشكيل وعى الناس.
واستنكرت الفنانة الكبيرة يسرا “بطلة فيلم ليلة العيد”، استمرار الجدل حول مصطلح «السينما النظيفة»، مؤكدة أن الأجيال السابقة مثل فاتن حمامة وشادية وهند رستم ونادية لطفى وسعاد حسني، قدمن سينما نظيفة كانت أساسًا للسينما فى المنطقة العربية.
وقالت: «عيب فى 2024 نفكر بتلك الطريقة، فى الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات، الرؤية كانت أوسع من ذلك، وما يحدث الآن ردة فكرية وقلة من المغرضين تسعى لاتهام الفنان فى أخلاقياته بقصد التشويه»، لافتة إلى أن هذا المصطلح اغتيال شخصى لأى فنان، «لأن التمثيل أصبح مهنة اليوم، وأنا ضد المصطلح تمامًا».
من جانبها، رحبت الفنانة صفية العمرى بالتوجه الجديد لعودة الأفلام التى تناقش قضايا جريئة وتتحدى المحظورات والأمور المسكوت عنها، رغم تحفظها على لافتة “+18″، معتبرة أنه نوع من أنواع الهروب من مواجهة التيار المتشدد، مشيرة إلى أن هذه اللافتة نفسها توحى بأن الفيلم به شيء منافٍ للأخلاق والقيم.
أما الفنانة شيرين رضا، والتى تشارك النجمة منى زكى فى بطولة فيلم “الرحلة 404″، وهو من الأفلام الجديدة التى تحمل لافتة “+18″، فقالت إن مصطلح السينما النظيفة يعد «شتيمة»، لأن السينما بشكل عام فن لا يمكن أن يكون غير نظيف، مؤكدة ضرورة تنوع الأفلام، فلا يمكن إنتاج أعمال سينمائية كلها حب وسعادة لأن ذلك لا يمثل الحياة والواقع.
وأضافت: “نحن نمثل فى السينما العديد من الأمور التى تحدث بالحياة بهدف الاقتراب من الواقع الحقيقى الذى يعيشه المشاهد، متابعة: «فى أفلام بنحبها لأننا بندخل جوه القصة نفسها وشاشة التليفزيون من كتر ما المشاهد حاسس إنهم حقيقيين».
واعترفت الفنانة غادة عادل بأنها كانت مخدوعة فى مصطلح “السينما النظيفة”، وواحدة من بطلات الجيل الذى تبنى هذا التعبير بشدة.
وقالت غادة: “كنا صغيرين وكان بيتقال لنا حاجات وداخلين فى وسط جديد وفرحانين وبنسمع الكلام وننفذ.. مفيش سينما نظيفة وسينما غير نظيفة.. أنا كنت فعلًا عبيطة وهبلة لأنى لقيت مفيش حاجة اتكسف منها.. أنا بقدم شخصية رقاصة أو محجبة أو مدمنة وأيًا كان الدور، فأنا بمثل دور فى فيلم من واقع معين، وحاليًا بقيت شايفة شعار السينما النظيفة كلمة ساذجة، وخسرت أدوار كتير بسبب هذا الشعار”.
واستكملت: “أنا حاليًا بشوف إذا أنا حابة شخصية ودور هعمله مش هبص هو فيه إيه، وسبق والفنان حر يختار الأدوار، لأن مينفعش أشترط على المخرج والمؤلف، الأفضل أرفض الدور لو مش مناسبني”.
وكشفت غادة عادل أن ابنها لام عليها بسبب مشهد لها فى فيلم “أولاد رزق 2″، قائلة: ابنى لامنى بسبب مشهدى فى فيلم “أولاد رزق 2″ لأنى مكنتش قايلة لهم وراح السينما يتفرج على الفيلم وقال لى مكنتش أعرف، لكن أنا فهمته وقلت له مفيش حاجة اسمها دور جريء الكلمة دى بتستفزنى لكن الفنان بيبجسد الشخصية على بعضها”.
رأى النقاد
قال الناقد الفنى طارق الشناوى، إن التصنيف العمرى يتم تطبيقه فى العالم منذ 60 عامًا، وهى قاعدة عظيمة، لأنها أسقطت شعار المنع، وتسمح لفئة عمرية معينة بمشاهدة بعض الأفلام، وأن يتحمل رب الأسرة مسئولية العمل الفنى، وليس الدولة أو المنتج، مضيفا: «التصنيفات العمرية من وجهة نظرى يتم وضعها لحماية الرقيب نفسه من أى اعتراض مجتمعى، وبسبب ذلك ستمتنع السينما المصرية من الاقتراب من قضايا عديدة، لأن المنتج يبحث عن عرض فيلمه دون تصنيف وزيادة الدائرة العمرية للمشاهدين».
فيما أكد الناقد السينمائى محمود قاسم أن “مصطلح السينما النظيفة لا مثيل له فى العالم، مشيرًا إلى أن هناك فارقا كبيرا بين هذا المصطلح الجاهل ونوعية الأفلام المحافظة وجمهورها هو العائلة والأطفال الصغار، فأفلام العائلة موجودة فى كل دول العالم، وأشهر نماذجها أفلام ديزني، لكن خارج هذا الإطار، فالسينما تناقش كل شيء، والمشاهدون ليسوا أطفالاً لنراقب ما يتابعونه، ثم نمنع ما لا يتوافق مع شروطنا”.
وأشار “قاسم” إلى أن هذا التعبير ركز على كل ما يتعلق بالمرأة والجنس، فى حين تهاون مع العنف والتنمر والعنصرية فى الأفلام.