في ظل تصاعد وتيرة العنف والتطرف الذي تمارسه جماعات داعش الإرهابية ضد الأقليات الدينية، دعا القس الدكتور بطرس فلتاؤوس، رئيس مجمع الكنائس العمدانية الكتابية، المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وحاسم لإنقاذ المسيحيين والشيعة من القتل والذبح والتفجير على يد هذه الجماعات المتطرفة.
أكد القس بطرس فلتاؤوس أن الوضع أصبح كارثيًا، حيث تتعرض الأقليات الدينية، خاصة المسيحيين والشيعة، لهجمات وحشية تمثل جرائم إبادة جماعية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن داعش تسعى إلى محو هذه الفئات من الوجود عبر القتل الجماعي، وحرق الكنائس، وتدمير دور العبادة، وتهجير العائلات قسرًا.
وشدد فلتاؤوس على أن هذه الانتهاكات الصارخة لا تستهدف فقط فئة معينة، بل تهدد النسيج الإنساني والحضاري برمّته، مما يستوجب تدخلًا عاجلًا من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لوضع حد لهذه الجرائم الوحشية.
طالب القس فلتاؤوس المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عملية وسريعة، تشمل:
1. إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى المناطق المتضررة لحماية المدنيين العزل.
2. فرض عقوبات رادعة على الدول أو الجهات التي تموّل أو تدعم الجماعات الإرهابية.
3. توفير ممرات آمنة لخروج الأسر المسيحية والشيعية المحاصرة في مناطق النزاع.
4. إعادة إعمار الكنائس ودور العبادة التي دمرها الإرهابيون، باعتبارها جزءًا من التراث الإنساني والحضاري.
5. فتح تحقيقات دولية حول الجرائم المرتكبة، ومحاكمة المسؤولين عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال القس فلتاؤوس إن صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن التصدي لهذه الجرائم أدى إلى تفاقم الأزمة، مشيرًا إلى أن الكثير من الدول الكبرى اكتفت بالإدانة اللفظية دون اتخاذ أي خطوات ملموسة لإنقاذ الضحايا، مما أعطى المتطرفين فرصة للاستمرار في وحشيتهم.
وأضاف أن الدول الكبرى، بما تمتلكه من نفوذ سياسي وعسكري، قادرة على وقف هذه المذابح لو أرادت ذلك، لكن المصالح السياسية والاقتصادية غالبًا ما تطغى على المبادئ الإنسانية، وهو ما يشجع الجماعات الإرهابية على التمادي في جرائمها دون خوف من العقاب.
ونوّه فلتاؤوس إلى أن داعش لا تستهدف طائفة بعينها، بل تسعى إلى تدمير أي شكل من أشكال التنوع الديني والثقافي، مؤكدًا أن المسيحيين والشيعة ليسوا الضحايا الوحيدين، بل إن جميع الأقليات الدينية والمذهبية مهددة بالفناء، وهو ما يستوجب تحركًا جماعيًا عالميًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وجّه القس فلتاؤوس نداءً خاصًا إلى القيادات الدينية في العالم، بمختلف طوائفهم، للتحرك والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الإرهاب، مشيرًا إلى أن القيم الدينية الحقيقية تدعو إلى حماية الإنسان والدفاع عن حقوقه في العيش بسلام وأمان.
وأكد أن الصمت في مثل هذه الأوقات جريمة، وأن كل من يملك صوتًا مؤثرًا عليه أن يستخدمه لإنقاذ الأبرياء من بطش الإرهاب، محذرًا من أن عدم التصدي لهذه الظاهرة اليوم، قد يجعل الجميع ضحاياها في المستقبل.
في ختام حديثه، شدد القس الدكتور بطرس فلتاؤوس على أن الوضع لا يحتمل المزيد من المماطلة أو التسويف، مطالبًا المجتمع الدولي بـتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، واتخاذ خطوات حاسمة لوضع حد لهذه الجرائم الوحشية، لأن كل يوم يمر دون تدخل يعني سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.
واختتم قائلًا: “إنقاذ أرواح الأبرياء واجب إنساني لا يقبل التأجيل، والعالم سيحاسب أمام التاريخ إن لم يتحرك الآن”.