اللواء نصر سالم: مصر وحدها لا تستطيع وقف العدوان على غزة.. والموقف العربي هو مفتاح الضغط على أمريكا
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتعالى الأصوات المطالبة بموقف عربي أكثر تأثيرًا لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وفي هذا السياق، أكد اللواء نصر سالم، مدير سلاح الاستطلاع المصري الأسبق، أن مصر تبذل جهودًا مضنية لوقف العدوان، لكنها لا تستطيع وحدها تحقيق ذلك دون دعم عربي قوي وموحد.
الضغوط الاقتصادية: سلاح يجب تفعيله
أوضح اللواء نصر سالم أن مصر تمارس دورًا محوريًا في المفاوضات والوساطات، وتسعى جاهدة لإنهاء القصف وحماية المدنيين في غزة، إلا أن الضغط الحقيقي على إسرائيل والولايات المتحدة لا بد أن يكون من خلال تفعيل أوراق الضغط العربية.
وأشار إلى أن الدول العربية تمتلك أدوات مؤثرة يمكن أن تغير مواقف القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تعتبر الداعم الأكبر لإسرائيل. ومن أهم هذه الأدوات:
• النفط والطاقة: حيث يمكن استخدام صادرات النفط والغاز كورقة ضغط رئيسية على الغرب.
• الاستثمارات العربية في أمريكا وأوروبا: إذ تملك الدول العربية مليارات الدولارات المستثمرة في البنوك والأسواق الأمريكية، ويمكن توجيه هذه الاستثمارات كورقة ضغط سياسية.
• التعاون العسكري والأمني: وهو جانب لا يمكن إغفاله، حيث تمثل الشراكات الدفاعية والتسليحية بين الدول العربية وأمريكا نقطة تأثير كبيرة.
موقف مصر: دبلوماسية متواصلة لكن بحاجة لدعم عربي
شدد اللواء نصر سالم على أن مصر لا تتوقف عن محاولة وقف العدوان عبر المسار الدبلوماسي، حيث قادت وساطات متواصلة لتهدئة الأوضاع، وتلقت إشادات دولية من الولايات المتحدة والأمم المتحدة لدورها الفاعل في هذا الملف. ومع ذلك، فإن إسرائيل تواصل تصعيدها العسكري مستغلة الغطاء الأمريكي، مما يجعل الموقف العربي الحاسم ضرورة ملحة.
وأضاف أن الدول العربية يجب أن تتبنى موقفًا أكثر قوة وتأثيرًا، بحيث لا تقتصر الجهود على الإدانات والاستنكارات، بل تمتد إلى قرارات اقتصادية ودبلوماسية تضغط على إسرائيل وحلفائها.
ختامًا: الموقف العربي الموحد هو الحل
أكد اللواء نصر سالم أن الوحدة العربية، وليس الجهود الفردية، هي المفتاح الحقيقي لإنهاء العدوان، مشددًا على أن التاريخ أثبت أن المواقف العربية المشتركة حين تكون مدعومة بإجراءات ملموسة، فإنها قادرة على إحداث تغيير حقيقي.
وأشار إلى أن العالم العربي لديه من الإمكانيات السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يؤهله للعب دور مؤثر في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، لكن الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية واتحادًا حقيقيًا في المواقف والقرارات.