في أجواء مليئة بالحزن والصدمة، تغلّب الحزن على الكنيسة الكاثوليكية في إسطنبول، حيث تعرضت لهجوم مأساوي يوم الأحد الماضي، أسفر عن استشهاد شخص واحد أثناء قداس يوم الأحد؛. واستهدفت الكنيسة من تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم في بيان رسمى.
في هذا اليوم الأليم، أعلنت الجماعة المتطرفة عن استهدافها لتجمع المؤمنين المسيحيين أثناء مراسمهم الشركية داخل كنيسة سانتا ماريا في حي بويوكدير بإسطنبول. وتم نشر صور لرجلين ملثمين يحملان أسلحة لمهاجمة المصليين .
المحامي أفشين خطيب أوغلو، الممثل القانونى للكنيسة، أكد على ضرورة نشر الأمان، مؤكدا أنه من غير المقبول قتل الناس علي اساس الهوية الدينية، وإحساس الناس بقلة الامن والأمان في تركيا بعد هذا الهجوم المأساوي.
على صعيد التحقيقات، ألقت الشرطة القبض على رجلين يُشتبه بانتمائهما لتنظيم “الدولة الإسلامية”. أحدهما من طاجيكستان والآخر من روسيا. وأعلن وزير الداخلية علي يرليكايا أن الشرطة نفذت عمليات دهم في 30 موقعًا واعتقلت 47 شخصًا في إطار التحقيق في هذا الهجوم الفظيع.
رئيس تركيا رجب طيب أردوغان لم يتأخر في التواصل مع القس أنطون بولاي، كاهن سانتا ماريا، لتقديم تعازيه الحارة والدعم في هذا الوقت العصيب.
يأتي هذا الهجوم المروع بعد اعتقال 25 عضوًا مشتبهًا بهم من تنظيم داعش في بدايات يناير، حيث اتُهموا بالتخطيط لشن هجمات على الكنائس والمعابد اليهودية. على الرغم من أن داعش لم يستهدف أماكن العبادة في تركيا من قبل، يظهر هذا الهجوم كتحول محزن وخطير في الوضع الأمني.
يتساءل الجميع في تركيا وخارجها: هل نحن على مفترق طرق، حيث يهدد الإرهاب أماكن العبادة السلمية؟ وهل يمكن للمجتمع الدولي الوقوف متحدًا ضد هذه المظاهر البشعة للعنف والكراهية؟
في أعقاب هذه المأساة، يتساءل العالم عن مدى استمرار هذه الهجمات الإرهابية على أماكن العبادة وكيف يمكن التصدي لها بشكل حقيقي.
في الوقت الذي يتعين فيه تتضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الأمني. وتبادل المعلومات وتعزيز التعاون الأمني العابر للحدود لمواجهة هذا التحدي المتنوع.
والتأكيد على أهمية التلاحم الوطني والعالمي يظهر في استجابة المجتمع لهذه الأحداث المأساوية. و يكون الرفض الجماعي للعنف والتطرف هو الركيزة الأساسية لتحقيق التغيير وتعزيز الأمان والاستقرار.