متابعات ـ هاني فريد
أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، أن قرار محكمة العدل الدولية الخاص بالوضع في غزة، لو تم توثيقه فهو يرضي الجميع ولكن لا يرضي إسرائيل، فهو يرضي الجميع لأنه منح للعرب والفلسطينيين عدة أشياء مثل التدابير التي تؤدي إلى منع الإبادة الجماعية وإجراءات توفير وإيصال الاحتياجات الإنسانية ومنع التحريض على الإبادة ومعاقبة من يشجع على ذلك، مضيفا أن هذه الأشياء بالنسبة لنا مطمئنة.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية مساء يوم الجمعة.
وقال جبر إن سقف الطموح كان إصدار قرار بوقف إطلاق النار ولكن هذا لم يحدث، أو على الأقل يصدر قرار بهدنة طويلة أو قصيرة يسمح فيها بإدخال المعونات، مشيرا إلى أن إسرائيل راضية تماما بعدم صدور قرار بوقف إطلاق النار ولا التهدئة وإنما نص على الإفراج على الرهائن دون قيد أو شرط، وراضية على التوصيف لما حدث يوم 7 أكتوبر، وكأن القرار تفهم منه إسرائيل أن هذه المبررات كانت السبب في الحرب ضد غزة وبالتالي فكرة الدفاع عن النفس.
وأضاف أن أحكام المحاكم الأسباب والمنطوق، فالأسباب هي من تؤدي إلى المنطوق، ولكن سرد القاضية للأسباب وصفت الجرائم الإسرائيلية وصفا دقيقا وتناولت الأوضاع المأساوية في غزة وأنها لم تعد صالحة للحياة، كما تناولت شهادات سكرتير عام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مضيفا أن كل ذلك كان يجب أن يؤدي إلى صدور قرار حده الأدنى إدخال المساعدات بعد هدنة، متسائلا حول قرار وقف الإبادة الجماعية، قائلا كيف يتم ذلك إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار أو هدنة طويلة؟.
وقال إن المحكمة تعرضت لضغوط وقبل الحكم بساعات وزير الخارجية البريطاني نصح بعدم إصدار قرار بوقف إطلاق النار; لأنه لن يكون في صالح القضية، وتصريحات مماثلة من الولايات المتحدة وألمانيا، مضيفا أن قرار المحكمة لم يخرج عن قرارات مجلس الأمن، وعند النقطة الفاصلة وهي وقف إطلاق النار أو هدنة طويلة لم ينجح مجلس الأمن وكذلك محكمة العدل الدولية، ولو نظرنا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن نجدها مطابقة لقرار المحكمة لذلك أنت تعود بالقضية إلى نقطة الصفر وتعود للرؤى والأطروحات التي تتبناها بعض الدول وخصوصا مصر، مثل وقف إطلاق النار وحل الدولتين.
وأضاف جبر أن الحل القضائي أو عن طريق مجلس الأمن لن يؤدي إلى كثير، فالمحكمة أمهلت إسرائيل شهرا لعرض الإجراءات لمنع الإبادة الجماعية رغم أنها حدثت بالفعل، والعالم كله يعلم أن وقف الإبادة الجماعية يكون عن طريق وقف إطلاق النار.