متابعات ـ هاني فريد
قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيث سونجاي، إن المدنيين في قطاع غزة يواجهون وطأة التصعيد، وأن الوضع يائس وليس أقل من كارثة. وأشار المسؤول الأممي، في مؤتمر صحفي (عبر الفيديو) للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، إلى أنه التقى في خان يونس يوم السبت الماضي مجموعة من الفلسطينيين كانوا محبطين وغاضبين وقلقين بشكل مفهوم، وأضاف أنهم تعاملوا مع الفريق الأممي باحترام ودفء على الرغم من الوضع الوحشي وغير المعقول الذي يعيشون فيه.
ونوه سونجاى إلى أن الأطفال في غزة لم يذهبوا إلى المدرسة منذ أشهر ودمرت مدارسهم وكذلك جامعاتهم مما دمر آمالهم في المستقبل، وقال إن التكلفة الشخصية لكل فرد وكل عائلة بالإضافة إلى قتل أحبائهم هو تفكك الأسرة وتدمير الوثائق واقتلاع المنازل والمجتمعات وتدهور الصحة.
ولفت مسؤول الأمم المتحدة إلى أن النازحين في رفح والذين كانت السلطات الإسرائيلية قد أمرتهم بمغادرة منازلهم دون توفير أي مكان للإقامة لهم يعيشون حرفيا في الشارع، حيث تتدفق مياه الصرف الصحي وتؤدي ظروف اليأس إلى انهيار النظام بشكل كامل.
وأوضح سونجاي أن منظمات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ونظراؤهم في غزة يواصلون عملهم وسط هذا الخضم في محاولة للتأكد من توثيق انتهاكات حقوق الإنسان بشكل صحيح واستمرار الاستجابة الإنسانية حتى مع انهيار حياتهم.
وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص عالقين وسط أعمال عنف متزايدة باستمرار من الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال من شارع إلى شارع بين قوات الدفاع الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية والهجمات شبه متواصلة بما في ذلك على المرافق الطبية والمدارس في خان يونس ومنشآت الأمم المتحدة فضلا عن المناطق السكنية.
ولفت مسؤول الأمم المتحدة إلى خشية النازحين في غزة ممن تحدث إليهم من أن يمتد العنف الشديد إلى رفح الأمر الذي سيكون له آثار كارثية على أكثر من 1.3 مليون شخص مكتظين بالفعل هناك خاصة مع استمرار قصف الجيش الإسرائيلي للمناطق التي صنفها من جانب واحد على أنها مناطق آمنة بما في ذلك المواصي غرب خان يونس.
وقال سونجاى إنه وحتى بعد الإبلاغ عن وقوع انفجارات في المواصي يومي 22 و23 يناير فقد واصل الجيش الإسرائيلي إصدار أوامره لسكان غرب خان يونس بالانتقال إلى هناك وقد صدرت أوامر الإخلاء مرارا وتكرارا في 23 و24 و25 يناير على أكثر من نصف مليون شخص بالإضافة إلى ثلاثة مستشفيات تعرضت لهجمات شديدة وحصار وهي مستشفى النصر ومستشفى الأمل والمستشفى الميداني الأردني.
وأعرب سونجاى عن القلق البالغ من أن أوامر الإخلاء الفوضوية والجماعية هذه غير فعالة في ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين بل تضعهم في مواقف خطيرة بشكل متزايد.
وشدد مسؤول الأمم المتحدة على ضرورة وضع حد للتجاهل الواضح للقانون الدولي وأن ينتهي العنف وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع من يحتاجون إليها كما حث على وقف فورى لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن كما حث على إيحاد حل سياسي لأسباب هذا الصراع يحترم ويضمن حقوق جميع الفلسطينيين والإسرائيليين.