فى قلب القاهرة(ميدان العتبة الخضراء)، الباعة الجائلون(الذين لا مأوى لهم)صيروا جزءًا من الميدان(سوقا لهم)، يسمونه(سوق الكانتون)، يجتهد كل منهم بأعلى صوته ليل نهار فى بيع(الجزم والشباشب) …
منذ ثمانينات القرن الماضى كلما مررت من هناك ما زالت عقائرهم(القبيحة)تصم أذنى:
بسبعة ونص
بسبعة ونص
ويطرق أحد الخفين على ظهر(أخيه) … !
قد اعتاد القاهريون ذلك(التسويق القبيح) … !
عدد من بائعى(الجزم والشباشب)أولئك أنفسهم(لا سواهم)يبدو أنهم قد غيروا(بعض نشاطهم)فيما يسمى(part time)؛ إذ نراهم فى موسم بين يناير وفبراير كل عام يمارس(العادة القبيحة نفسها)فيما يسمى(معرض الكتاب)؛ إذ يذهب كل من استطاع(دلق شوية حبر أسود على شوية ورق أبيض)أن ينتصب أمام(حاجة كدة ناشئة تحت سلالم عمارة معفنة)على أنها(دار نشر)، ويظل يتباهى، ويتفاخر أمام(معارفه)بأنه(مبدع الكتب)ملتقطا معهم بهاتفه(فوتوغرافيا وفيديو)، يعود بها إلى أهله:
انظروا …؛ أنا من زمرة(المُسَكّفين)، أنا(مبدع)، أنا(مؤلف) … !
وهو(أو هى)أصلا لا قدرة(لديه)على إنشاء جملة واحدة صحيحة .
الذى(كان)عليه حال بلادنا، وما زال عند(أهل العلم والأدب)أن نختار لكتابنا(دار نشر)، تتولى اختصاصاتها فى(نشر)الكتاب، وفى(توزيعه)؛ اسمها ووظيفتها(نشر وتوزيع)، فأما(المؤلف)فلا علاقة له على الإطلاق بتلك المسألة، … !
للعقاد مثلا عشرات الكتب كانت، وما زالت، وستظل تباع فى كثير من دور النشر، سواء فى(معرض الكتاب)، أم فى سواه؛ فهل لعاقل أن(يخال مجرد خيال)أنه قد ارتكس مرة إلى ذلك(الهوان)؛ بأن يدعو معارفه(قد كانوا الوزراء، وكبار الساسة، وعظماء الأدباء)إلى التقاط مثل هذا معه هناك ؟
النفى؛ لأن(العقاد)لا علاقة له ولا لأبيه على الإطلاق ببيع(الجزم والشباشب)فى(سوق الكانتون) … !
فى هذا الموسم لى ستة وخمسون كتابا بعدد أعوام عمرى فى عدد من دور النشر هناك، لكن(العقاد)عمى، وشيخى، وحبيبى … !
لا أذهب إلى(معرض الكتاب)إلا لتلبية(دعوة إلى منصة)، ومن أجل(الباعة الجائلين)هناك قد رفضت والله(ثلاث منصات)فى هذا الموسم … !