رفض المرشد الإيراني علي خامنئي دعوات وقف إطلاق النار واصر على مواصلة دعمه لحماس والحوثيين في اليمن.
وقال المحلل الإيراني أميد شكري إن إيران تريد إبقاء الأمور على هذا النحو من أجل التأكيد على مدى معارضتها لإسرائيل ومدى دعمها لحركة المقاومة. وأضاف أن دعوات المقاطعة والحظر التي أطلقها خامنئي هي خطوات محسوبة تدعم المعارضة الأيديولوجية الإيرانية لوجود الدولة الإسرائيلية بينما تعمل على عزل إسرائيل سياسيا واقتصاديا.
وأوضح شكري أن الضربات الحوثية في البحر الأحمر، والتي تسبب صعوبات وتعطيل لإسرائيل وشركائها في مساعيهم البحرية، تعزز هذه السياسة وتريد إيران أن تستمر في كونها قوة رئيسية في حركة المقاومة ضد إسرائيل من أجل تعزيز قوتها ونفوذها في المنطقة.
وأشار شكري إلى أن إيران تستخدم ورقة الحرب وشبح التوسع استراتيجيا لدفع أجندتها السياسية إقليميا ودوليا، وأن هجمات الحوثيين، التي تعطل حركة الملاحة البحرية في ممر مائي حيوي، هي خطوة محسوبة لإبراز نفوذهم في المنطقة.
وقال شكري إن إيران تسعى من خلال خلق نفوذ جيوسياسي عبر مثل هذه الإجراءات إلى وضع نفسها كلاعب مهم، ولفت الانتباه إلى معارضتها الشديدة لإسرائيل.
وأضاف أن هذه الاضطرابات تعمل كوسيلة لحشد الدعم السياسي أو التنازلات من الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية المتعاطفة التي قد ترى في إيران قوة رئيسية في تشكيل الديناميكيات الإقليمية.
وأكد أن إيران تستخدم ديناميكيات الصراع كأداة استراتيجية لتعزيز مكانتها ونفوذها على المرحلتين الدولية والإقليمية.
ومن جانبه، قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن هناك قاعدة في الاستراتيجية الإيرانية وهي ضرورة نقل ساحات الصراع من داخل إيران إلى خارجها وبقاء الداخل في مأمن وشغل الرأي العام في مشاكل خارجية بعيدا عن المساحة الجغرافية المعروفة.
وأضاف أبو النور أن إيران تعاني تاريخيا مما يعرف بـ”لعنة الجغرافيا أو الانكشاف الاستراتيجي” أمام الأعداء الخارجيين وقد رأينا طوال السنوات والأشهر الأخيرة عمليات نوعية ومعقدة في قلب إيران منها مثلا تفجيرات كرمان واغتيالات علماء نوويين.
وأشار أبو النور إلى أن هذه العمليات تهدف إلى إضعاف النظام الإيراني من الداخل وتقويض شرعيته وثقة شعبه فيه.
وقال إن إيران تحاول الرد على هذه الضغوط بتصعيد الصراع في الخارج وتحويل الانتباه عن مشاكلها الداخلية.
وتابع أبو النور أن إيران تستغل الحرب في غزة واليمن لتعزيز دورها كقوة إقليمية ودولية ولتحقيق مصالحها الاستراتيجية.
وقال إن إيران تواجه مواجهة مباشرة مع إسرائيل والدول العربية التي ترفض سياساتها المتطرفة وتسعى إلى حل النزاعات في المنطقة.