من المرويات عميقة المعنى، «خيبة أمل، عندما تتفانى فى إرضاء الغير وتسعى للوصول إلى سعادة الناس لتستفيق على واقع مرير ودمعة فى كل عين».
الناس الطيبة المحبة صعبان عليها من «محمد صلاح»، واخدة على خاطرها، كانت مأملة فيه (من الأمل)، وعشمانة فيه (من العشم) يفرح قلبها، ويقود المنتخب إلى كأس البطولة.
المحبون (وهم كثر) عندهم حق، والعتب على قد العشم، كانوا عشمانين، وقدر الله وما شاء فعل، وأصيب صلاح وحزن على إصابته خلق كثير..
الناس الطيبة لا لوم عليهم، نفسهم ومنى عينهم ابنهم يصول ويجول ويصنع ويسجل، وكما يغبطهم فى الملاعب الإنجليزية يسعد قلبهم فى الملاعب الإفريقية.
خيبة الأمل مقسومة على نصفين، نصف لملايين المحبين، ونصف لصلاح وحده، صلاح شايل هموم الدنيا، برك كالجمل من ثقل الحمول، أخشى من الخشية المشروعة، ألا يلحق صلاح بمشوار المنتخب الوطنى فى الأدغال، صلاح مصاب بشد فى العضلة الخلفية، وهذا يحتاج صبرا فى العلاج.
إصابة صلاح بالأساس نفسية، صلاح نفسيته (تعبانة)، صعب يتحمل كل هذا النقد واللوم والتوبيخ والتلويم دون ذنب جناه، عدم التوفيق من لزوميات الكرة، وكأنه يعاقب فى كل مناسبة يرتدى فيها فانلة المنتخب الوطنى.
الحملة على صلاح تحتاج تفسيرا، حملة جاوزت اللوم إلى كونها حملة كراهية، وترجمت إلى تحبيط وتثبيط وإنكار موهبة، والأنكى والأمر التقزيم والحط من شأنه وموهبته.
صدق طيب الذكر العالم الجليل البروفيسور «أحمد زويل» عندما قال «الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل».. بالمناسبة صلاح ناجح وسيكمل مسيرة النجاح لأنه ذاق طعم النجاح، وخبر الطريق إلى القمة، وعارف سكته كويس وصنع منجزه بقدمه وليس بأقدام الآخرين.
وبلغت الحملة مبلغا معيبا، مقارنات ممجوجة بينه وبين من لم يقدم ربع ما قدمه صلاح، راجعوا أرقام صلاح مع المنتخب، تجاوز كل جواهر التاج، الأحياء منهم والأموات، لكنه لم يحصل مع المنتخب على بطولة لأسباب شرحها يطول.
مستوجب التفرقة فى المواقف التى سجلت تجاه صلاح، ليست كلها استهدافا ممنهجا، صلاح فعلا هدف لحزب أعداء النجاح، ويتعقبونه حتى قبل أن تصل إليه الكرة، ومستهدف من هذا الحزب، ساجدا أو ملتحيا، متبرعا أو داعما لوطنه، هناك من يكره صلاح لله فى لله، ويبتدره الكراهية، واغتبط بخروجه مصابا، بل وشكك فى إصابته سبيلا للتشكيك فى وطنيته وإخلاصه لفانلة المنتخب.
صنفان من الكارهين، وعارفين نفسهم كويس، والكريه بالإشارة يعرف، صنفان، يتمنيان فشل صلاح، وفى كل مناسبة وبدون مناسبة يقزمون منجزه، بعضهم عنده إحن لأسباب سجود صلاح فضلا عن لحيته، يحسبونه على الجماعة إياها، والبعض الآخر لموقفه من قضايا وطنه، يحسبونه على جماعتنا الوطنية، واقفين لصلاح على الكورة، صلاح غرد، لم يغرد، صلاح تبرع، لم يتبرع، صلاح طول شعره، متصور جنب شجرة الميلاد، صلاح سعيد، صلاح.. صلاح.. صلاح، فخر العرب لا مش فخر ولا حاجة، فخر المصريين، طيب جاب كام جول، راجع تعرف يا عقور!!.
وهكذا تسير الحملة، فعلا هؤلاء ينسحب عليهم قول «زويل» يحاربون صلاح (الناجح) حتى يفشل.. والمضحك المبكى أن الفاشلين فى الاستديوهات التحليلية ينعون على صلاح، صحيح خيبة بالويبة.. خيبكم الله.