في صفحته الأسبوعية في جريدة الأهرام بعنوان “ديوان الحياة المعاصرة”، كان الدكتور يونان لبيب رزق، المؤرخ المميز، يقدم تحليلاته المستنيرة لتاريخ مصر المعاصر.
وُلد في 27 أكتوبر 1933 في بيت جده، مأمور قسم الأزبكية رزق بك إبراهيم. بعد حصوله على التوجيهية، انخرط في كلية العلوم جامعة إبراهيم باشا، ثم انجذب لحب الأدب، مما دفعه لتركها والانضمام إلى كلية الآداب قسم التاريخ، حيث أخذه أستاذه أحمد عزت عبدالكريم تحت جناحه.
حصل يونان على الليسانس في عام 1955 وعمل مدرسًا في الإسماعيلية، ومن ثم انتقل إلى القاهرة ليدرس في مدرسة خليل أغا الثانوية، حيث حصل على ماجستير التاريخ الحديث في عام 1963. بحثه كان حول تاريخ السودان الحديث وعلاقات الدولة المهدية في الفترة بين 1899 و1898. نال الدكتوراه في عام 1967 وانتقل إلى التدريس في جامعة عين شمس، ثم إلى كلية البنات.
رأس مركز الدراسات التاريخية بالأهرام وكان عضوًا في المجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى للصحافة واتحاد المؤرخين العرب. شغل أيضًا دورًا بارزًا في مركز دراسات تاريخ مصر المعاصرة بدار الكتب والوثائق. وُلِد بفضله وفضل آخرين كتاب “المتمرد النبيل”، الذي يتناول حياة الرائد الصحفي محمد توفيق دياب.
حظي بالكثير من التقدير والجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 1995 وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية 2004. ورحل عن عالمنا في 15 يناير 2008، ولكن إرثه وإسهاماته في التاريخ لا تزال حاضرة ومؤثرة.
إلى أن رحل في 15 يناير 2008، بقيت كتاباته ومساهماته في ميدان التاريخ تحفر ذاكرة الزمن المعاصر. يتذكر الكثيرون صفحته الأسبوعية كل خميس في الأهرام، حيث كان يحمل عنوان “ديوان الحياة المعاصرة”، والتي أسهمت في إلقاء الضوء على تفاصيل تاريخ مصر بطابعها السردي .