من المقولات المأثورة للمبدع الأمريكى الشهير «والت ديزنى»: «ستتحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها.
ما يشبه الوعد، وعد الحر دين عليه، وحبة كريز الكرة المصرية «محمد صلاح» وعد بالإنجاز عقب «عثرة موزمبيق»، بثقة فى زملائه وبشجاعة فى مطاردة حلمه الكبير بالتتويج قاريا على رأس المنتخب الوطنى.
هكذا تكون الروح الانتصارية، لا مجال للأسف على ماضٍ تولى، تحدونا أمانى عذاب، ومع الشجاعة، وأداء الفريق الذكى والفخر بأغلى اسم فى الوجود، يمكننا التحليق عاليا فى سماء كوت ديفوار حاملين كأس إفريقيا، ولا شىء مستحيل.
هكذا تكون الروح القتالية، تدهسون العشب الأخضر من تحت أرجلكم (أمام غانا) ومن بعدها وبعدها حتى المباراة النهائية، وتسجلون أحلامكم أهدافا فى مرمى الخصوم.
لماذا نمسك بالوعد، ونقف خلفكم، وفى ظهوركم؟. لأننا عطشى لفرحة كبيرة، غابت عنا طويلا، وإذا تحققت ستكون أجمل فرحة.
المنتخب بكم، ولكم، وإحساس صلاح، وكل لاعب فى المنتخب أن ١٠٠ مليون مصرى يدفعونه لأعلى قمة يصلها، قمة إفريقيا الكروية كصعود قمة أفرست، قمة صعيبة، لكنها ليست مستحيلة.
صلاح كابتن المنتخب مؤهل فى ذروة العطاء لحمل كأس إفريقيا، فقط يشعر أنكم فى ظهره، لا تتخلوا عن حلمكم، حلمه، لو هزمه الحزن، لو هزمتوه نفسيا كما هو حادث الآن، أخشى عليه والمنتخب من هزيمة نفسية قبل أن تكون كروية.
خشيتى على حلم مصرى حقيقى، حلم نراه أمام أعيننا يبرق، فليركض صلاح مجددا، ويسجل مجددا، حبيب قلبى (صلاح) لا تحزن، انهض، لسه الأحلام ممكنة.
وعدك يا صلاح، الوعد وعد، وبالسوابق القريبة تعرفون، فى النسخة الأخيرة كانت المهمة جد صعيبة، ورغم اليأس المحدق، والتحبيط والتثبيط من «حزب أعداء النجاح»، صمدتم أمام أعتى المنتخبات، وتفانيتم فى أقصائها واحدا تلو الآخر، ولولا الإخفاق الأخير فى ضربات الحظ التوفيقية أمام السنغال، لكنا أسياد القارة السمراء كرويا.
تعثرنا يوم الأحد، لكل جواد كبوة، لكن هناك جولة الأمل (اليوم/ الخميس)، والكبير محمد صلاح يحمل شارة القيادة، ومن خلفه رجال سمر شداد.
الوعد دين فى رقبة صلاح ورفاقه، لا نملك رفاهية الخسارة، الجماهير متعطشة لفوز وقبله أداء هجومى مقنع ممتع، الطرق الدفاعية تحزن الجماهير، والأهداف سعادتها، وتألق النجوم الكبار يشحنها بالأمل.
اللحظة الانتصارية حانت، مطلوب روح انتصارية تتلبس الفريق، روح الفانلة، فانلة بألوان علم مصر تشعل الغيرة والحماسة، والرغبة العارمة فى الفوز.
يقينا لا ينقصنا مثل هذه الروح الانتصارية التى سجلت تاريخ الكرة المصرية فى الأدغال الإفريقية أيام المعلم «حسن شحاتة»، وهذه من أخطر مسؤوليات المدير الفنى البرتغالى «روى فيتوريا»، وكابتن الفريق صلاح، عليهما أن يشعلا الروح، وينتفضا من أجل الفانلة، أن يفقه اللاعبون معنى ارتداء الزى الوطنى، ورسالة علم مصر، والحماسة فى الذود عن ألوان العلم.
لا ينقصهم مهارات، أحرف لاعبى القارة السمراء قاطبة، وبينهم كتيبة من المحترفين، ويقودهم كابتن عالمى بكل المقاييس، ويوجههم مدير فنى يكلفنا كثيرا.. ماذا ينقصكم والدولة كلها فى ظهوركم، قيادة وشعب كروى حتى النخاع، والعالم بأسره ينظر إليكم؟!.
وعد صلاح، والسعد وعد، حذار من خلف الوعد.
اليوم (الخميس) يبدأ المشوار الحقيقى، مباراة موزمبيق كانت حصة تدريبية مزعجة، حان وقت الإنجاز، هرمنا من أجل تلك اللحظة الباهرة، قد سرنا طريقا طويلا وصعبا للوصول لتلك الفرصة المستحقة.. لا تضيعوها.