أود أن أتحدث معكم اليوم عن الضربات بين إيران وباكستان في نقاط:
أولاً: يبدو أن الضربات متفق عليها بين الدولتين، فهي موجهة لخصوم وأعداء كلا البلدين.
إيران ضربت جيش العدل، وباكستان ضربت جيش تحرير بلوشستان. وكلاهما حركات طائفية وعرقية تطالب بانفصال البلوش عن الدولتين منذ حوالي 50 عامًا.
ثانياً: يبدو أن هناك تنسيقاً حدودياً مستقبلياً بين الدولتين بخصوص القضاء على الجماعات الانفصالية والطائفية التي قد تُستخدم لإحداث توتر في حرب قادمة عالمية تلوح في الأفق.
ثالثاً: من يظن أن هناك عداءاً بين البلدين هو واهم. شعوب باكستان وإيران ينتميان للعرق الآري وأخوة في القومية الآرية واللغة المشتركة صنعت ثقافة متقاربة وتاريخ مشترك منذ قرون.
السلطات الباكستانية الرسمية صرحت منذ قليل أن إيران أخوة لنا، ورئيس الوزراء الباكستاني منذ سنوات في زيارته لإيران قال أنه في زيارة لوطنه الثاني. والمناورات العسكرية المشتركة بين البلدين عقدت قبل أيام.
رابعاً: النسيج الشعبي في البلدين متقارب مذهبياً بشكل معكوس، فحوالي ثلث الباكستانيين شيعة وحوالي ربع الإيرانيين سنة. وفي باكستان يحكم كثير من الشيعة قطاعات في الجيش ومؤسسات الدولة.
لقد خلق ذلك بيئة تقارب مذهبية هي الشائعة في العلاقة الثقافية والشعبية بين الدولتين، فلا فرصة هناك لصراع مذهبي رغم دعم الولايات المتحدة وإسرائيل لبعض الحركات الطائفية لتوتير هذه العلاقة من ضمنها جيش العدل. وتزعم إيران أن أمريكا تدعم جيش تحرير بلوشستان أيضاً، لكن أمريكا تنفي وتصنفه إرهابياً.
خامساً: الصحافة الباكستانية كتبت في بدايات حرب اليمن سنة 2015 أن إيران أقرب إليهم من العرب رداً ععلى ما يبدو، توقفت الرسالة في منتصف الجملة. للأسف، لا يمكنني استكمال الرسالة نيابة عن الشخص الذي كتبها. إذا كان لديك أي سؤال آخر أو إذا كنت تحتاج إلى مساعدة في شيء آخر، فأنا هنا للمساعدة.
سادسًا: يرجح أن وراء إخراج هذه الضربات بهذا الشكل عمل مخابراتي أمني لأغراض انتخابية ومفاوضات غير معلنة تحفظ هيبة كلا البلدين أمام هجوم كرمان والرد الإيراني عليه في مناطق البلوش.
سابعًا: المنطقة غير مرشحة للتصعيد لأسباب مختلفة، وما كان يشكل خطورة على العلاقة بين باكستان وإيران هو النفوذ الأمريكي في السيطرة وتوجيه الحركات الجهادية، لكن منذ رحيل أمريكا عن أفغانستان، ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة بشكل كبير ومعها هدأت التوترات القبلية التي كانت تشتعل بأثر التحريض الجهادي والطائفي.
ثامنًا: توجد حركات وجماعات باكستانية تسعى للصراع مع إيران بدعوات طائفية، لكن قوتها حاليًا ضعيفة، بينها الجماعة الإسلامية (إخوان باكستان) وعناصر هؤلاء في منطقة الخليج يروجون لهذه الدعاية المذهبية.
ولكن بعد حرب غزة، لاحظت أن موقف هؤلاء من إيران ومحور المقاومة ضد إسرائيل صار مخففًا ويدعمون تحركاته في تدويناتهم، فهم أعداء لإسرائيل أيضًا ودعمهم لإيران يحدث بنظام عدو عدوي صديقي.
تاسعًا وأخيرًا: يبدو أن الدولتين حققتا مكاسب سياسية وإعلامية وراء هذه الضربات، ولو لم يتحقق المكسب الأمني، لكن ردودهما رفعت أسهم حكومتيهما ضد خصومهما التاريخيين، باكستان ضد الهند، وإيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة.