الحَمُول، الحليم الصَّبُور، المعتادُ الصَّبْر القادِرُ عليه.. والعنوان أعلاه فى وصف «أبو العيال» بطل هذا العام، وبطولته بعيدا عن الأضواء، يكد ويتعب ويسعى فى مناكبها كل صباح ليوفر الخبز لأولاده.
أبو العيال، رمزية الأب المصرى الأصيل المضحى من أجل هناء وسعادة أهل بيته، يستأهل التحية إجلالا لكفاحه المستدام.
وَلَا عُمْرُه اشْتَكَى وَلَا قَالَ آهْ، وشعاره ربنا يدمها نعمة ويحفظها من الزوال، فى شغل بالمعايش، لا يهم ماذا يعمل، ولكنه يعمل، ويتعب ويشقى ليسد رمق العيال، وتلبية حاجات الأولاد.
أبو العيال من الأصلاء الكرماء، تحسبهم أغنياء من التعفف، متعفف عن الحرام، لا يقرب حدود الله، وعنده قناعة تشبعه من جوع، وعزة نفس، أنفه فى السماء، واثق الخطوة يمشى ملكا.
كالطير، يسعى متوكلا على الله، يغدو خماصا ويعود حاملا رزق العيال، أبو العيال يرسم على وجهه ابتسامة باهتة حتى لا يشمت فيه العقورون، ويحتفظ فى جيبه بجنيهات قليلة تكفى وتزيد بركة.
يحرم نفسه من الزاد الضرورى حتى من العلاج، ويطلعها من فمه بإيثار ليشبع أولاده، ويغتبط والعيال نايمين متعشيين، ومبسوطين، ساعتها ينجضع على جنبه، ويروق البال، وينفس دخان سيجارته الرخيصة فى الهواء مع رشفة من شاى داكن سكره زيادة، حلو البسطاء شاى مسكر.. وكده رضا.
بينه وبين السماء عمار، وشعاره «هو حد بيبات من غير عشا»، وفلسفته «من يرزق النملة فى بطن الحجر قادر يرزقنا بالحلال».
صابر وقانع، لا قناعاته تهتز برحمة الله، وفى السماء رزقكم وما توعدون، ويعتقد أن «العايط فى الفايت نقصان عقل»، وعقله يوزن بلد، والبلد يتغير للأفضل، وراض بنصيبه من الغرم، فقط طالب ستر، سترة البنات وفرصة عمل للأولاد، رزقه يوم بيوم، ودعاؤه كل شروق، يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، يا حنان يا منان، ارزقها بالحلال.