بقلم الدكتور القس ﭽورﭺ شاكر
نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر
على باقات الورود أسجل أجمل التهانى المقرونة بأطيب الأمانى لكل المصريين رئيساً وحكومة وشعباً بمناسبة حلول العام الجديد:
كل عام ونحن أخوة أحباء، فما أجمل أن يكون رباط المحبة هو الذي يجمعنا ويوحدنا، فالمحبة هي نبع كل الفضائل، ومن ثمارها كل أعمال الخير، والحب الحقيقي يلون وجه الحياة بالوان بديعة الجمال … الوان السلام والعطاء، والأمل والرجاء، والإخلاص والوفاء، والعدالة والرخاء.
نعم! المحبة الحقيقية تحمل تأشيرة دخولها إلى القلوب حتى ولو كانت صخرية، فالحب قادر أن يتخطى كل السدود ويصل إلى أبعد الحدود… لمسة الحب قوة دافعة، وهمسة الحب رسالة مقنعة، وبسمة الحب إطلالة مشجعة … الحب الحقيقي يحدثك بما فيه بنيانك ونجاحك، أما الحب الكاذب فهو يحدثك فقط بما يحلو لسماعك.
حقاً! الحب الحقيقي لا يجعلني أخاف منك بل يجعلني أخاف عليك، والحب الحقيقي يجعلك تمد جسور من المودة والسلام مع الآخر، أما الحقد فيدفعك لبناء أسواراً من الخصام والإتهام، والتهديد بالإنتقام بينك وبين الآخر… الحب الحقيقي هو الذي يجعلك تعاتب مَنْ أساء إليك لا لكي تجادله وتُحرجه وتَجرحه، وإنما لكي تحاوره وتصارحه لتربحه، والحب الحقيقي يلتمس للمسىء العذر، أما الحقد الدفين يفكر ويخطط للغدر.
أجل! المحبة الحقيقية يفيض قلبها بالخير ويدها بالعون، أي نعم! نستطيع أن نعطي دون أن نحب، لكن مستحيل أن نحب دون أن نعطي، ولا شك أن قيمة عطايانا تتضاعف عندما نغلفها بالحب ونقدمها بفرح وسرور.
كل عام نحن نبني سوياً مصرنا الغالية بسواعد فتية قوية، وعقول واعية ذكية، وقواعد علمية حضارية، وإرادة وعزيمة حديدية من أجل أن ينعم كل مصرى بالسعادة والرفاهية، في وطن تتحقق فيه الديمقراطية والحرية، والكرامة الوطنية، والعدالة الإجتماعية.
كل عام ونحن نعبر عن إنتماءنا وولاءنا لمصرنا لا بالأقوال بل بالأعمال فنبنيها ونعليها ونراعيها ونحميها ونفديها ونجسد التنمية الشاملة فيها بمختلف صورها وشتى مناحيها، فنُشّغل مصانعها، ونستصلح أراضيها ونحولها إلى بساتين تحمل الخير الوفير لنا وللأجيال القادمة، وذلك بتوفير المناخ الآمن المستقر لشد رؤوس الأموال وجذب السياحة والإستثمار.
كل عام ونحن نحتضن شبابنا ثروتنا الغالية … ركيزة الحاضر وأمل المستقبل فنوفر له التعليم الراقي الذي يتمشى مع لغة العصر بتطوير كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية)، ونهىء له فرصة العمل التي تدر عليه دخلاً مناسباً ليعيش به حياة كريمة.
كل عام ونحن نحمى شبابنا من غدر وشر إدمان المخدرات الذي يفتك بهم ويدمرهم، ويلقى بهم في طريق الموت.
كل عام وجيشنا العظيم مصنع الرجال، ورمز الإنضباط والإلتزام، قلعة وحصن الوطنية المصرية على مر العصور والأجيال، خير أجناد الأرض، من أعظم جيوش العالم على الإطلاق، كان ومازال وسوف يستمر بمشيئة الله جيشاً وطنياً موحداً من الشعب وللشعب.
وتهنئة من الأعماق لشرطتنا الوطنية الأبية لدورها الوطنى العظيم في الحفاظ على الوطن مصاناً، وعلى الشعب آمناً سالماً.
كل عام ووسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية تؤدي دورها في نشر الثقافة والآداب والفنون والعلوم بكفاءة واقتدار فتثري وجداننا … وتسمو بتفكيرنا … وتنمى قدراتنا … وتحافظ على سلامة ذوقنا، وبإيجاز ترقى بكياننا.
كل عام والأغنياء يجسدون قيم التكافل والتراحم والتعاطف مع الفقراء والمهمشين والمحتاجين فمن العيب أن ينام مصرياً بلا عشاء ومن حوله أغنياء في منتهى الثراء أصيبوا بالتخمة والعناء من كثرة الغذاء.
ليدرك كل الأغنياء أننا دخلنا إلى العالم بلا شيء، وسنخرج منه بلا شيء، ومهما أخذ الإنسان من الدنيا ما شاء سيخرج منها كما جاء، وطوبى لمَنْ يمد يده لمساعدة الفقراء.
نعم! جميل أن تكون الأيادي الضارعة هي نفسها الأيادى التي تمتد لتمسح العيون الدامعة، فما فائدة الأيادي الضارعة إذا إمتدت للمحتاجين وهي فارغة.
كل عام ونحن نشترك معاً فى أفراحنا وفى أتراحنا.. فمن المعروف أن الأفراح إذا وزعناها زادت، والأتراح إذا إقتسمناها زالت.
مرة أخرى كل عام وكل العام وكل مصري في كل مكان وزمان بكل خير وصحة وسعادة وسلام.
- 1 –