يقول مولانا جلال الدين الرومى: «كلُّ مَن يُبدى الوقاحَةَ فى الطريقِ، يَغرَقُ فى وادى الحَيرة»، لقد ضل سعيهم.
المثل الشعبى الشهير «قصر ذيل يا أزعر» فى العنوان أعلاه ينسحب على بعض الوقحين، (من الوقاحة التى أشار إليها الرومى)، الذين يظهرون على بعض الفضائيات والمنصات الرقمية منتفخى الأوداج: والوَدَج عِرْق فى الرقبة ينتفخ عند الغضب. وجوه، والعياذ بالله، عليها غَبَرَة تَرْهَقُهَا قَتَرَة، يعلوها ويغشاها سواد، سواد القلب كارف على الوجوه.
كل متقعر بائِس منهم يُلَسِّن على مصر بكلمة، بلمزة، بإشارة تلميحًا أو تصريحًا، وهو سادر فى غيّه مكايدة لمصر والمصريين، وبعضهم ممسوس، ينطق بلسان الإخوان، ويهرف بالقول بوقاحة سياسية لا تُوصف إلا بالبجاحة، يتبجحون وهم غارقون فى الجهل بالمواقف المصرية العربية الشريفة، فى زمن عز فيه الشرف.
عجبًا من العجب العجاب، كل أزعر يطل على شاشة ممسوسة يتناسى كوارث وطنه، ويُلَسِّن (من التلسين) على النموذج المصرى الذى نفخر ونتفاخر به رغم أنف الإخوانجية، والتابعين، والمؤلَّفة قلوبهم، نموذج حرّاق يحرق قلوبهم، ويُطير النوم من أعينهم، ويضج مضاجعهم.. مصر عرفت طريقها للإمام، وهم غرقى فى بحر الظلمات.
النموذج المصرى الذى يحرق قلوبهم تجسد فى شعب عظيم وجيش قوى وقائد محترم يخشى على شعبه من مغبة حرب وقودها الناس والحجارة، وامتثل لإرادته، وحمل الأمانة، وحافظ على الوطن ومنعة حدوده، وأنقذ الوطن من دمار مخطط محقق، فنجت مصر من مآلات كارثية متجسدة أمامكم فى بعض دول الجوار، التى فقدت منعتها وقدسية أراضيها ونزفت من دماء شعبها.
نعم، قصر ذيل يا أزعر، بعضهم ينتمى إلى دول تترجى الله فى غطاء يقيهم الصقيع، دول تشتتت شِيَعًا وأحزابًا وتقطعت أوصالها وباتت رهينة جماعات إرهابية تُصْلِيها العذاب، يَسُومُونهم سُوءَ الْعَذَابِ، فعلًا البعض يستعذب العذاب.
النموذج المصرى العاقل، فى عالم مجنون ومنطقة مضطربة، نموذج يقف العالم له احترامًا، ويخطب وده كبريات الدول، ويقصده قادة ورؤساء من أجل السلام وإيقاف نزيف الحرب، ثقة فى أمانته وشرفه وتقديرًا واحترامًا.
راجِعوا أحوال عواصمكم الجريحة لتعرفوا قدر ومكانة النموذج المصرى، قبل أن تهرفوا بما لا تفقهون. اللى بيته من إزاز مايحدفش الناس بالطوب!!.
مصر، التى يتناولونها بألسنتهم السامة، لا تزال رقمًا صعبًا فى المعادلات الإقليمية والعالمية، ويخطبون ود رئيسها، ويُستقبل فى العواصم بقبول حسن، وتُفتح أمامه العواصم الكبرى مُرَحِّبة، احترامًا وإجلالًا لوطن عظيم يمثله قائد مبجل، قائد وطنى حمل الأمانة وأداها كاملة وفاء لشعبها الكريم امتنانًا وعرفانًا.
النموذج المصرى عاقل رشيد، لا يقتات الصغائر، ولا يقتنص لقطة رقصًا على جثث الشهداء فى غزة والضفة، ولا يكيد ولا يكايد فى المصائب، ولا يتبضع مواقف فى سوق النخاسة السياسية، مواقفه راسخة، مبنية على تقديرات تشكل استراتيجيات معلنة، مصر تبغى سلامًا، وتقول سلامًا، ونمد يدنا بالخير والسلام لكل بنى البشر.
مصر بعناية ربها، وعناية الله جندى، وطن الأمن والأمان، وطن يتحرك نحو المستقبل بخطوات واثقة، وطن طموح، إرادته حرة، وقراره مستقل، وطن يرسم خرائط مستقبله بخطوط حمراء لا تقبل المساس بذرة تراب، هذا هو النموذج المصرى الذى يكرهونه، وعنه تتحاكى الثعالب الماكرة قصيرة الذيل.