اندهشت من سفر قادة حماس وترك المفاوضات التي تُجريها مصر لإيقاف هذه المجازر اليومية التي تحدث لأهالي غزة، فمصر تسعى لإيقاف الحرب وإعادة إعمار غزة، وتعمل على تأسيس الدولة الفلسطينية. أعتقد أن مصر تعمل بشكل جيد حتى الآن.
ولكن مع سفر الوفد الحمساوي وترك كل هذا، يجعلني أنظر إلى تعرض قطاع غزة لتدمير كبير وصعب، ويُراودني سؤال للمرة الأولى عن مدى تورط حماس في تدمير غالبية المناطق بهدف تحرير أفرادها من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لابد أن نسأل: هل كانت هذه العملية بالكامل من أجل تحرير المقبوض عليهم من سجون الاحتلال؟ الفكرة في حد ذاتها لا أرفضها، ولكن هل من أجل تحرير بضعة الآلاف يُقتل ٢٠ ألفًا ويُصاب خمسون ألفًا؟ ما هذا يا إلهي؟
وإذا كانت حماس ترغب في الدفاع عن الأرض وحقها في استرداد وطنها وإقامة دولتها، وهذا حق عادل، فهل يعكس هذا الدمار دفاعًا عن الأرض وحقوق الفلسطينيين؟ أم أن الأمر كله بسبب إخراج السجناء، أو رغبة حماس في تحقيق أهداف أخرى، أهمها تلميع اسمها بعد سقوط الإخوان خلال العشر سنوات الماضية في كل أنحاء الوطن العربي.
حماس دفعت حكومة نيتنياهو الإرهابية، نعم، إنها إرهابية، فقد شنت غارات عنيفة ألحقت أضرارًا هائلة بالبنية التحتية والمدنيين في غزة.
السؤال الذي علينا طرحه على قادة حماس: هل أنتم جزءٌ من هذا التدمير؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، هل استشرتم أحدًا أو فكرتم في تبعات هذه الخطوة؟ وإذا كانت الإجابة بلا، لماذا تركتكم المباحثات التي تجريها مصر من أجلكم وسافرتم بالطائرات؟
يخبرنا كل يوم قادة حماس أنهم يدافعون عن حقوق الفلسطينيين وأرضهم، وأن هجمات الاحتلال تجبرهم على التصدي والدفاع. هل يتم هذا التصدي داخل الأنفاق بينما يموت أهلكم فوق الأرض؟
هل ما تفعلونه دفاعًا عن الأرض وإخراجًا للمعتقلين في سجون الاحتلال، أم أن الأمر هو محاولة للضغط من خلال التدمير لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية، ومحاولة جلب لتبرعات والإعلانات التي لا نعرف إلى أين تذهب.
على الفصائل الفلسطينية عدم تصديق الأطراف الدولية الأخرى والثقة في مصر فقط، التي قدمت أكثر من نصف مليون شهيد، ودخلنا بسبب القضية الفلسطينية حروبًا كثيرة واستنزفنا اقتصاديًا.
لا يفوتني أن أختم مقالي بتحية أبطال الظل الصامتين الذين يدركون أبعاد المؤامرات.
حماس قدمة اكبر خدمه للكيان للخروج من وحل أوكرانيا بعد أن ورطةالغرب معها