جلستُ أنظرُ إلى صورة التهنئة التي أرسلها المبدع عمرو سليم، أهم رسام كاريكاتير في الوطن العربي. يُظهر الفنان، الذي ألقبه بـ “ترمومتروا مصر”، من خلال أعماله صورة حقيقية لمصر وواقعها بعيدًا عن الزيف.
الصورة كانت لتهنئة بعيد الميلاد بحسب التقويم الغربي، ورغم أن الجروب على تطبيق الواتساب يضم مثقفين وقامات فكرية، إلا أن الردود على التهنئة لم تكن موجودة. اندهشت من ردة الفعل من هؤلاء المثقفين الذين يُفترض أنهم شعلة النور في مجتمعنا ولكن لم يلفتوا انتباهًا للمناسبة.
فنان الكاريكاتير عمرو سليم أثبت أن الأستاذية ليست مجرد جملة أو مقال، بل هي حياة معاشة. وإنه استاذٌ وإنسانٌ مبدع، يمتاز برقة القلب. سليم فنان غيور على وطنه، ومحب للجميع، وبالنسبة لي، هو ترمومترو هذا المجتمع، بل فارسٌ للوحدة الوطنية.
أتفق مع فكرة أن عمرو سليم ليس فقط فنانًا بارعًا ورسّامًا موهوبًا، بل إنه يمتلك روح استاذية تعكس قيماً وأخلاقًا في فنه. يظهر بوضوح انتمائه الوطني وحبه للجميع، مما يبرز دور الفن في ترسيخ قيم التلاحم والوحدة الوطنية.
رغم أن هؤلاء الأساتذة الكبار لم يردوا على التهنئة بمناسبة عيد الميلاد، إلا أن تألق عمرو سليم كان فرصة لتسليط الضوء على حراس الوحدة الوطنية، هؤلاء العظماء الذين يقفون ماسوت شامخه مدافعين عن وحدة هذا الوطن وتماسك شعبه.
يرسخ سليم لأهمية الفن في نقل الرسائل وتوحيد المجتمع. إن سليم وتلاميذه يعكسون لنا أن الأستاذية لا تأتي فقط من خلال الكلمات، بل تنبع من الفعل والمواقف التى يعيشها المثقف وينقلها إلى قلوب الناس.
في زمن تكنولوجيا، يظهر عمرو سليم كنموذج ملهم ليس فقط في الفن، بل ويمتد إلى نسيج هذا المجتمع العظيم الذي حافظ على نفسه لألف الأعوام ونقل عظمته من خلال الكتابة على الجدران والفن ليدون لنا تاريخ مصر العظيمة.
عمرو سليم، هذا الفنان الرائع، يجسّد بفعله وفنه قيم الالتزام والوحدة الوطنية. إنه فارس للفن وللهوية الوطنية، وكاركاتيرية بخطوط بسيطة تحكي قصص مصرية بخطوط فنية تنطق بالتاريخ والهوية.
ما يميز عمرو سليم أكثر هو الرقي والغيور على وطنه، حيث ينقل بإبداعه قضايا المجتمع بطريقة تستفز التفكير وتجعلنا ننظر إلى جوانب الحياة التي قد نغفل عنها. فهو ليس مجرد فنان، بل رؤيته الفنية تتعدى حدود الورقة والقلم لتمتد إلى أعماقنا وتستقر في وجداننا.
في العصر الحديث، حيث تسود وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر عمرو سليم كنموذج يلهمنا جميعًا. إنه يُظهر كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتواصل والتأثير الايجابي في المجتمع. إنه يجسد الأستاذية بكل معناها، لا على مستوى الكلمات فقط ولكن أيضًا في أفعاله ورؤيته الفنية العميقة.
فنان كـ”ترمومتروا مصر” لا يقوم برسم الصورة الواقعية فحسب، بل يُسلط الضوء على تفاصيل لا يلاحظها الكثيرون. وهكذا، يصبح عمرو سليم ليس فقط فنانًا بارعًا بل رؤيته الفنية تجعله قائدًا يتخذ من فنه ووجدانه أداة لتحفيز التفكير ونبذ الوحدة والتلاحم في وجه التحديات.
بهذا النهج الفني الفريد، يثبت عمرو سليم أن الأستاذية هي ليست مقصورة على الكلمات الرنانة، بل هي حكاية فنية ترويها فرشاة الفنان وتخترق بها قلوب المشاهدين. وهكذا، يبقى فنه مصدر إلهام يتجدد ويبني جسورًا من التواصل والفهم في المجتمع.