بعد الهجوم الذي تعرض له مؤخرا الدكتور مصطفى الفقي، الذي اعتبره أنا وغيرى من الأقباط والمسلميين انه أحد أعمدة الوحدة الوطنية في مصر، دون مبالغة لعب الفقي أدوار هامه لصالح مصر دون أن يكلفه احد بذلك.
في ظنى ان الدكتور الفقي قدم الكثير والكثير لصالح مصر ووحداتها الوطنية أكثر من الرئيس جمال عبد الناصر نفسه، وتصرف بوازع من ضميره وحسه الوطنى.
أدرك تمامًا أن كلامي سوف يثير غضب اصدقائنا الناصريين، ولكن الحقيقة أن الفقي كان دافع عن الأقباط في فترات صعبة إبان عهد الرئيس مبارك، والتي نجمت بشكل مباشر أو غير مباشر عن سياسات الرئيس ناصر.
فقد كان ناصر هو الشخص المسؤول عن أعاقة وجود الأقباط في الحياة السياسية، ومنعهم من الوصول إلى المقاعد النيابية والحقائب الوزارية والمواقع القيادة الأخرى. وأقتصر وجودهم بشكل رمزي.
لا انكر اننى أحب عبد الناصر، لانه لعب أدوار وطنية اخري، ولن أغفر له خطيئته تجاه الأقباط. ورغم صداقته في أواخر حياته مع البابا كيرلس فذلك لا يعفيه مما فعله على مدار سنوات حكمه مع الأقباط، واستعان ببعض الأسماء بشكل رمزى.
واتخذ السادات هذه ألسنه منهجا له، واستمر الأمر فى عهد مبارك، واستمر هذا المنهج فى السنوات التالية ولم يصلح هذا الخطأ سوي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مصطفى الفقي كان رجلاً دبلوماسيًا، وفى ظنى انه رجل مطافي عمل لإطفاء الحرائق التي تشعلها جماعة الإخوان وأنصارها في كل مكان خلال فترة حكم مبارك، وفي الوقت الذي اعتادت فيه الحكومة التعتيم علي الأحداث الطائفية التي وقعت في عهد عبد الناصر وبعدها، والشخص الوحيد الذي وقف بقوة ضد ذلك وأوقف هذه العمليات المنظمة من قبل الجماعات المتطرفة هو الرئيس السيسي.
الدكتور الفقي كان على اتصال دائم مع البابا العظيم الانبا شنودة الثالث، وكان يسعى لإيجاد حلول للأزمات الكبرى التي تسبب فيها أنصار الإخوان بهدف احداث قلاقل وصراعات، والتى نتج عنها فيما بعد سقوط نظام الرئيس مبارك وهو ما نجح فيه الاخوان بعد ٢٥ يناير.
هل هذا الامثله تكفي، اعتقد لا ، ولكن نحتاج إلى مجلدات لرصد ما قدمه الدكتور الفقي لصالح قضية الوحدة الوطنية فى مصر على العكس تماما من المفكريين الناصرين ( بالمناسبة الناصريين منهم مسلمين وأقباط )، الذين لا يدافعون عن حقوق الأقباط كجزء من قوة مصر.
لا تهاجموا مصطفى الفقي، بل انظروا إلى جمال عبد الناصر وحاسبوه على خطاياه ضد الأقباط. ولا يجب أن ننكر أعماله الوطنية والإيجابية الاخرى، وعلينا أن نتعامل مع الحقائق بصدق، وأن نناقشها بشكل مثمر. ونشهد للرئيس السيسي محاولاته الجاده والحقيقية لايجاد حلول لهذه القضية التى تسبب فيها ناصر ورقاقة وليس الدكتور الفقي .