حذار، العاملون عليها، سماسرة كرة الكرة المصرية من الآن يبضعون مباراة القمة بين الأهلي والزمالك في نهائي بطولة كأس مصر (١٣ مارس المقبل) فى الملاعب الخليجية.
تخيل مباراة بهذه القيمة الكروية يتم إقامتها فى ملاعب خليجية، وتخرب الملاعب المصرية، وتخلو مدرجاتها من الجماهير، صحراء جرداء، كما ظهرت لنا قمة كروية تتألق فيها الملاعب المصرية، وتجتذب أنظار العالم نبيعها بدراهم معدودة.
منظر المدرجات المصرية الموحشة التى تفتقر إلى الجماهير يحزن القلب، هناك من له مصلحة مباشرة فى ظلام الملاعب المصرية، وفى الجوار الخليجي الملاعب مضيئة ومتألقة وتجتذب النجوم والمباريات العالمية، ويفوزون بإقامة كبرى المسابقات الكروية.
زامر الحي لا يطرب، استاد القاهرة التاريخي لم يعد يصلح، مش قد المقام، ما يشبهش، سعته لا تحتمل الإقبال الجماهيرى، لربما تكون أرضيته تزرع من جديد، كما يبغبغون فى الاستديوهات التحليلية، هذا حال استاد القاهرة، ماذا عن استادات برج العرب والسلام والإسكندرية وغيرها كثير .. ؟!
قليل من الخجل الوطنى، تسليع الكرة المصرية عمال على بطال عيب، نهائى كأس، سوبر مصرى، كله على بره، كالبطيخ يمد لبره، الكرة المصرية خسرت الجلد والسقط، لم يتبق في الدورى مباراة ذات قيمة تسويقية، حتى نهائي الكأس يجرى تصديرها للخليج، معلوم اللي يحتاجه البيت يحرم على ..
مهرجانات ومسابقات وقمم فنية وكروية وطنية، كله على بره، حمى التصدير استعرت، لايماري محب فى ضرورة تصدير القوى الناعمة، وعادة ما تصدر للخارج، فقط بعض منها للاستهلاك المحلى يشفي غلتنا الترفيهية، بعض من الترفيه لجماهير الدرجة الثالثة شمال.
لن أحدثكم عن المكاسب المتحققة لنفر قليل من العاملين عليها، على نقل قمة كأس مصر إلى الخليج، ولن أحدثكم عن الحسنة المخفية، سفريات وبدلات وإقامة فى فنادق سبع نجوم.
كل هذا وأكثر من مكاسب شخصية لفئة محدودة لا ترعوى لمصلحة وطنية، مصلحتنا الوطنية قمة الكأس فى أستاد القاهرة.. هكذا جرت الأعراف الكروية، نفاخر بها بين الأمم المتقدمة كرويا.
من يفكر فى إقامة قمة الأهلي والزمالك فى نهائى كأس مصر خارج مصر أثم قلبه، أتتركون ملاعب مصر بطولها وعرضها وتبحثون عن ملعب خليجي تلعبون فيه، ملاعب مصر واسعة .. تسعكم ؟!
بعض من الخيال المحلق، فرصة وسنحت لتدشين أستاد العاصمة الإدارية الجديدة فى قلب المجمع الرياضى الفخيم، بمباراة قمة من العيار الثقيل، فرصة لتشاهد جماهير الكرة العاصمة الجديدة وتتطلع إلى منجزها العمراني، وتطالع مدينة من المدن الزكية التى ترسم مستقبل العمران فى المحروسة.
إذا كانت هناك خشية من الجماهير، فهذه عقدة مرضية برأنا منها من زمان، لكن هناك من يصر على ترسيخها للاستفادة الشخصية من خواء المدرجات، يهتلينا برهاب الجماهير، والنبي تفضوها سيرة، منظر المدرجات الخاوية من الجماهير الحقيقية، يحزن القلب.
لدينا أجهزة أمنية قادرة على تنظيم أكبر الفعاليات الكروية الثقيلة جماهيريا بكفاءة واقتدار، وليس بجديد عليها، ومباريات الأهلي والزمالك الأفريقية، ومباريات المنتخب الوطني لم تشكل يوما معضلة أمنية، بالعكس الاستجابة فورية بالعدد اللازم، والتنظيم يشهد به الاتحادات القارية والعالمية .
هناك إصرار من سماسرة كرة القدم على تضخيم القضية، وكأن جماهير الأهلي والزمالك هتاكل بعضها فى المدرجات، والجماهير أخر من يعلم بما يدور فى الكواليس الكروية، الجماهير تتشوق لمهرجانات رياضية وطنية، لماذا تضنون علينا بالبهجة والفرح وقمة كروية ننتظرها جميعا ؟!
السلام الوطني قبيل نهائى كأس مصر يعزف على استاد القاهرة، وتردده مع اللاعبين والأجهزة الفنية جماهير الكرة المصرية، عجبا، سنشاهد الأهلي والزمالك بالأقمار الصناعية، والسلام الوطني خارج الحدود، جد كفاية، حرام، اللي يزيد عن حده، المدرجات الخاوية تفضحكم.
وعلى ذكر الكرة والترفيه، وفى شؤون الترفيه مثال، لدينا مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مدينة خيالية على مساحة ١٢٧ فدانًا، مدينة تستحق لقب الأجمل، تستوعب ألوانًا من الفنون والاستعراضات والاحتفالات على مدار العام.
هذه المدينة تحتاج إلى عقلية احترافية تتوفر على حالة فنية ثقافية مبهرة تلفت أنظار العالم، وتستقطب نجوم الفن والغناء مصريا وعربيا وعالميا، مؤلا للفنون والثقافات، متحررة من القيود السلفية، والبيروقراطية، والأمراض الوظيفية المزمنة والسارية.
مطلوب خلية احترافية متحررة إبداعيًا، لا ترتهن أبدا بالنسق الإداري الذى يقتل الإبداع فى مهده، ويخنق روحه، ويكومه جنب الحائط ركامًا، أيضا مطلوب مثقف من الصنف الفاخر يدير منظومة فنية ثقافية بامتياز واحترافية، ولن تعدم مصر مثل هذه النوعية الفاخرة من المثقفين العظام، والرياضيين الأفذاذ، الذين يتمنون خدمة الوطن.