هناك فاق كبير بين خطأ طبي وهو الإجراء الذي يتم لمريض بواسطة شخص غير مدرب أو ليس مجال تخصصه ، فيؤدي إلي مشكلات تتعلق بطريقة العلاج .
وهناك المضاعفات والتي تختلف اختلافا جذريا عن الخطأ الطبي!
المضاعفات تحدث بسبب نوع المرض أو الإصابة أو شدة الإصابة أو موضعها في الجسم وهي تشكل أكثر من ٩٩% مما يطلق عليه أخطاء طبية.
علي سبيل المثال دواء له أعراض جانبية “ولا يوجد دواء ليس له أعراض جانبية” ولكن استخدام هذا الدواء مهم لحياة المريض!
تختلف نسب استجابة الجسم من حيث الدواء أو أعراضه الجانبية من شخص لآخر؛ ولا يعرف الطبيب من له قابلية للشفاء بهذا الدواء ومن ستظهر عليه أعراض جانبية!
فما هو الخطأ في وصف علاج له أعراض جانبية إذا كان الدواء ضروريا؟
في إجراء جراحات في أي تخصص؛ توجد مضاعفات من المرض أو الإصابة وتوجد مضاعفات مكتوبة ومعروفة في كل أنحاء العالم!
لكن هل نتوقف عن وصف الأدوية وعمل جراحات لوجود المضاعفات؟
المخاطر هي في كل شيء واردة، حتي شرب الماء له مضاعفات؛ المشي في الطريق له مضاعفات السير داخل المنزل له مضاعفات!
كم انسان أصابته شهقة وهو يشرب فاستنشق كل الماء وأصابه اغماءة وقد توفي؟
هل نتوقف عن شرب الماء؟
كم انسان توقفت لقمة في بلعومه فمنعت عنه الهواء وهذا يحدث كثيرا في الأطفال وكبار السن، وقد يؤدي إلي الوفاة!
هل نتوقف عن الطعام ؟
كم زلقت قدم في حفرة أو في أرض مستوية فالتوت وانكسرت؟
هل نتوقف عن الحركة ونجلس في فرشنا؟
آلاف الأمثلة مثل ذلك!
هي مضاعفات العمل وموجودة في كل مكان ومثبتة بالأبحاث العلمية، فلماذا يتم اتهام الطبيب بالتقصير؟
إذا كان هذا يحدث في كل بلدان العالم وفي ارقي المشافي، فلماذا لدينا نعتبره خطأ ويجب أن يجلد الطبيب!
لابد من تغيير ثقافة المجتمعات العربية والنامية حتي تعلم أن الطبيب يعالج والله سبحانه هو الشافي؟
أن الطبيب يجتهد ويبذل كل علمه وخبرته ليعطي المريض أفضل فرصة للشفاء.
ولكنه أي الطبيب ليس علي كل شيء قدير!
هناك مشكلات في بعض البلدان العربية فيمنع الأطباء من السفر لشكوي من مريض، سواء كانت شكوي حقيقية أم وهمية؟
أي منطق في هذا؟
في أمريكا هناك شركات تأمين ضد مخاطر المهنة أو الأخطاء الطبية التي يصر البعض علي استخدام ذلك المصطلح.
ولكن هل هناك قيد علي الأطباء؟
إطلاقا!
إذا تقدم المريض بشكوى تقوم جهة العمل بإخطار شركة التأمين التي لديها محامون وأطباء وهيئات حسابية وتفاوضية.
تتواصل شركة التأمين مع صاحب الشكوي وتقوم هي بعرضه علي رأي محايد، فإن كان له حق تفاوضت معه حول هذا الحق.
إما أن تلزم الطبيب بإصلاح ما يمكن إصلاحه، أو أن أصر علي التعويض يلجأ إلي التقاضي؛ هنا شركة التأمين هي الخصم فتكلف محامين بالدفاع عنها لأنها هي التي ستدفع الأموال.
هنا الطبيب لايواجه أي مشكلة علي الإطلاق؛ وعند الحكم بالتعويض تقوم شركة التأمين بدفع مبلغ التعويض.
وينتهي الأمر، في كل بلدان العالم يشتكي مرضي أطباء ومستشفيات و هيئات صحية، ولكن لايمكن أن يتم وضع سكين علي رقبة طبيب.
لأن الطبيب إذا لم يشعر بالأمان لن يؤدي عمله سوف يتهرب منه قدر الإمكان، الضرر الناشئ عن تهرب الطبيب من علاج المرضي أكثر كلفة من علاج المضاعفات الناشئة عن العمل الطبي.
هناك الحالات التي لايتم علاجها في بعض البلدان المجاورة؛ تصل الأمور إلي تكلفة باهظة جدا لأن علاج المريض والمصاب بسرعة يكسب المريض أفضلية كبيرة في نسب الشفاء.
ماذا يفعل الطبيب لمريض وقع له حادث من شهر، ولم يعالج لأن ليس له تأمين طبي أو أن الأطباء لم يعالجوه خوفا من المضاعفات.
يعالج بكلفة مادية أكبر تبلغ عشرة أضعاف علاجه وقت الحادث، وتكون المخاطر والمضاعفات أكبر وأكثر.
لا أستطيع فهم كيف لايعالج حادث لأن ليس هناك تأمين طبي؟
في أوروبا وأمريكا أي حادث (Emergency) يعالج كاملا بغض النظر عن التأمين الطبي!
لم تمتنع المستشفيات عندنا في مصر عن علاج أي شخص مهما كان جنسيته أو بلده سواء كانت له سفارة تتولى نفقاته أم لا.
القانون يلزم حتي المستشفيات الخاصة في علاج مرضي الطوارئ في أول ٤٨ ساعة بلا أية مصروفات.
المهم إنقاذ المريض وعمل اللازم ثم نبحث بعد ذلك عن التكاليف المالية والإدارية.
الإنسان أولا هذا مايجب أن يكون عليه المجتمع والدولة.