شارك وفد من المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو”، برئاسة أمينها العام الدكتور صالح بن حمد التويجري، في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28) ــ المنطقة الزرقاء ــ بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشاركت المنظمة في المؤتمر بورقتي عمل، الأولى بعنوان “الكوارث البيئية في الوطن العربي”، والثانية بعنوان “مبادرة آركو ودور الجمعيات الوطنية والشركاء في الاصحاح البيئي واستثمار النفايات”.
وفي ورقته الأولى، استعرض حسن الأديب مساعد المشرف على المركز العربي للاستعداد للكوارث في المنظمة، الكوارث البيئية في الوطن العربي خلال الفترة من عام 2010 حتى 2023.
وأشار الأديب إلى أن الدول العربية تواجه العديد من التحديات البيئية منها نقص المياه، التصحر، تلوث الهواء، انبعاثات الغازات الدفيئة، الكوارث الطبيعية وفقدان التنوع الكائن مما يفضي إلى كوارث طبيعية.
وأضاف أن بعض الدول العربية شهدت على مر العصور العديد من الكوارث الطبيعية المتعلقة بالمناخ، وتأثرت بمجموعة متنوعة من الظواهر الجوية المناخية منها الجفاف، العواصف الرملية، الفيضانات، حرائق الغابات، ارتفاع درجات الحرارة والعواصف والأعاصير.
ونجمت عن هذه الكوارث في بعض دول المنطقة خلال الفترة من 2010 وحتى 2023 96436 حالة وفاة و34389 حالة إصابة و92926409 متضرر بنسبة 22 % من عدد السكان.
وأكد الأديب أهمية التنبؤ بالكوارث الطبيعية للحفاظ على السلامة البشرية والبنية التحتية والبيئة والاقتصاد وتعزيز التعاون الإقليمي.
وأوصى في ختام ورقته بضرورة استثمار التقنية والمعلومات في التعامل مع الكوارث، والعمل على رفع قدرات العاملين في مجال إدارة الكوارث، والتنسيق بين الجهات الحكومية، وتوعية المجتمعات العربية، والإلمام بالتجارب العالمية للكوارث، إضافة لحث مراكز الأبحاث والدراسات ومراكز الرصد الجوية على إجراء المزيد من البحوث عن حالة الكوارث الطبيعية في العالم العربي.
أما في ورقتها الثانية، فقد استعرضت رانية حمدان مشرفة قطاع الشرق الأوسط في المركز العربي للاستعداد للكوارث، “مبادرة التوعية البيئية واستثمار إدارة النفايات” التي أطلقتها الأمانة العامة للمنظمة.
وتهدف هذه المبادرة إلى نشر الوعي حول أهمية استبدال العادات المضرة بالبيئة إلى عادات صديقة لها، وخدمة الاصحاح البيئي من خلال إدارة النفايات للاستفادة منها بدلاً من أن تكون عبئا على البيئة.
ولفتت حمدان إلى أن هذه المبادرة هي مشروع مستدام واستثمار اجتماعي تساهم الجمعية الوطنية من خلاله في رفع الوعي البيئي وتحقيق مردود مادي لا يستهان به.
وأشارت إلى أن المنظمة تنسق مع جميع الجمعيات الوطنية العربية لتفعيل خطوات هذه المبادرة وتطبيقها بما يتناسب مع امكانياتها وبرامجها.
وأكدت حمدان على دور الجمعيات الوطنية في تحقيق الاصحاح البيئي، وأتاحت الفرصة لأحد الشركاء الفاعلين في الوطن العربية “المؤسسة الشبابية شبكة الأصوات الخضراء للشباب العربي”، والتي تضم العديد من الشباب المبادر لحل مشكلات التغيّر المناخي وتعزيز العمل في تدوير النفايات من أجل الاستفادة منها صحياً ومادياً بدلاً من أن تكون مضرة بالبيئة.
يذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ “كوب 28” انطلق في الأمارات العربية المتحدة يوم 30 نوفمبر 2023 ويستمر حتى 12 ديسمبر 2023.