مجلة_المصور
رغم وطأة حرب غزة، وتداعياتها المروّعة، وحجم تهديدات الأمن القومى، وتوفر القيادة المصرية وأجهزتها السيادية والمعاونة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وتثبيت بقائه فى أرضه، والتصدى لمخططات التهجير والتوطين، ورعاية الهدنة الإنسانية وصفقة تبادل الأسرى، والشغل العالمى المكثف لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يواصل جولاته الميدانية رعاية للمشروعات القومية، ويقتطع وقتا مقدرا لتفقد الأعمال والمشروعات المفتوحة، كل يوم جمعة فى موقع عمل..
رئيس الجمهورية (المرشح الرئيس) كل يوم جمعة فى جولة تفقدية، طرق وكبارى ومشروعات، يفاجئك الرئيس كل يوم بجولة ميدانية مهمة، الرئيس كعادته لا يركن للتقارير المرفوعة من مواقع العمل، يفضل اختبار التقارير على الأرض، ودوما فى المواقع وبين المهندسين والعمال والفنيين.
وعادة فى طريقه يصادف الطيبين، فرصة تسنح يوميا للقاء حميمى مع الطيبين فى الشارع، يتحسس نبض الشارع، ويصيخ السمع لشكاوى المصرى الفصيح.
الرئيس يجيد اختيار جولاته، مخططة جيدا، ليست جولات استعراضية، بل مراجعة ضرورية لمعدلات الإنجاز، ليس لدينا رفاهية الوقت، ولا سعة من المال، تأخرنا طويلا عن الإنجاز الذى يشبه الإعجاز، وتعويض ما فات زمنيا، واختصار المسافات، مصر تعدو لا تمشى الهوينى، قفزات متلاحقة، وأنفاس لاهثة، وعرق ينداح على الجباه.
الجولات الرئاسية ليست جولات انتخابية، بل من موجبات الأعمال الرئاسية الشاقة، تعطى درسا، ملهمة، نفسا إضافيا، من قبيل المحفزات التى تصنع المعجزات، الرئيس لا يكلّ ولا يملّ من محاولات دءوب لتنشيط الدورة الدموية فى الأطراف المتيبسة بفعل الزمن والقعود يوم الزحف.
الرئيس يُراجع جدول الأعمال، ويتفقد حجم الإنجاز، ويشحن الطاقات، ويحفز الجهود، ويرفع المعنويات، ويطمئن على مخططات تأسيس الجمهورية الجديدة عالية البناء.
■■■
لو انتبه الوزراء والمحافظون ورؤساء الأحياء إلى المعنى الظاهر جليا لاستدامة هذه الجولات الرئاسية، واستوعبوا المعنى، لتأسوا بالرئيس، لا يكتمل عمل دون رقابة لصيقة، ومراجعات، وتذليل عقبات، المسئول مكانه بين رجاله، لا يتمترس فى مكتبه منتظرا التقارير المكتوبة، لا تفى بالمطلوب، لا تعبر عن واقع، عما يجرى على الأرض.
دون مثل هذه المتابعات اللصيقة نهدر وقتا لا نملكه، وإمكانيات فى حاجة ماسة إليها، الإنجاز المطلوب ضخم، ويستوجب الاحتشاد الوطنى، إيد على إيد تساعد، الرئيس يتحرك من أعلى، ويستوجب التحرك فى الطبقات من أعلى لأسفل حتى تتحرك الماكينة الوطنية من قاعدتها بطاقتها الجبارة.
الرئيس يتفقد الناس الطيبة يوميا، وعلى كبار المسئولين التحرك يوميا لإحداث التراكم المطلوب إثباته، خلية النحل أو « القفير» لا مكان فيها لمتبطل أو متعطل أو عديم المسئولية، وللأسف بعض المحافظين، ومن تحتهم بعض رؤساء الأحياء ومثلهم بعض رؤساء المدن والقرى، نيام نيام.. قعود عن أداء الوجبات، المسئولية شغل بالليل والنهار.
جولات الرئيس الميدانية يستوجب تحويلها لبرنامج عمل للمحافظين ولرؤساء الأحياء وما دونهم وظيفيا، كل مسئول عن رعيته، مطلوب خطة تفقدية يومية وأسبوعية وشهرية، لكل مدينة وحى، لو المحافظ قسّم أحياء محافظته ومدنها وقراها على أيام الأسبوع، مرور يومي، صحيح هيتعب شهرين ثلاثة، ولكنه سيستريح ويريح..
الجولات الرئاسية التفقدية كاشفة، الرقابة فى الشارع، على الطبيعة، مضى وقت التقارير المكتبية وتستيف الأوراق، التقارير المكتبية المكيفة لن تحلحل المشاكل، ولن تلجم شكاوى المواطن، والمواطن دوما عنده حق، وفى جمهورية المواطن أولا مستوجب الوقوف على حاجاته، وتلبية طلباته، والتوفر على دراسة أحلامه، من حقنا نحلم، والرئيس يحلم ويطارد حلمه فى جمهورية جديدة، كانت حلما، جار تحقيقه، يستوجب التوقف مليا أمام إعلان الرئيس ميلاد الجمهورية الجديدة، كما يقولون «لسه الأحلام ممكنة».
البرنامج الرئاسى للمرشح الرئيس، يمكن إجماله فى عنوان عريض، الجمهورية الجديدة ..الحلم حلمنا، وما نتمناه، جمهورية المواطن المصري، جمهورية حياة كريمة، جمهورية واعدة تليق بالمصريين وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم..
■■■
مراجعة التقارير الشهرية والسنوية لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة فى مجلس الوزراء، كاشفة وتبرهن على مغزى الجولات الرئاسية،
عدد الشكاوى وتصنيفها، مشاكل يمكن حلها أفقيا بتحرك المسئولين بين الناس، وليس رأسيا مكتئبا، فى مواقعها، محليا، قبل أن تصل مجلس الوزراء.
ظفى سياق الجمهورية الجديدة، جمهورية العمل والعرق من سبعة الصبح، يصح لوم البعض، والأذان فى أذنهم، فات وقت القعود، والجمهورية الجديدة لا تحتمل قعودا، والبرنامج الانتخابى للمرشح الرئيس يحوى جرعات إضافية من العمل، عنوان الجمهورية الجديدة فى برنامج الرئيس العمل ثم العمل ثم العمل، والعمل عنوان الأمل، وبالأمل نسهر ليالى.
■■■
العنوان أعلاه: «كل شيء يكون صعبًا قبل أن يكون سهلًا».. يلخص المعنى الذى يستبطنه الرئيس السيسي، فالعمل دون كلل ولا ملل عنوانه، وطريقه الذى خطه منذ أن تحمَّل الأمانة ولبَّى نداء الوطن، وأجاب الشعب إلى تطلعاته، وقطع على نفسه وعدا بالعمل، لم يمر يوم دون عمل خلاق، الرئاسة من الأعمال الشاقة، لا يقدر عليها سوى أولى العزم، وكما قال المتنبى فى ديوانه:
«عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ
وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ فى عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ فى عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ»..