مشروع ملامحه ظهرت في عام ١٩٦٧، وعندها أغلق جمال عبد الناصر المضائق المائية، مراسلا انذارا لإسرائيل ومنعها من المرور في خليج العقبة، ويرى مؤرخين ان أحد الأسباب وراء هذا الإجراء ؛ لمنع إسرائيل من حفر قناة بين البحرين المتوسط والأحمر.
وانتصرنا في أكتوبر ١٩٧٣؛ وتوقف المشروع ؛ وبعد وقعت اتفاقية السلام، نسيت اسرائيل المشروع؛ واستمرت محاولات قادة اليمين المتطرف لتنفيذ مشروع قناة بن جوريون، ولكن الظروف كانت غير ملائمة.
قبل شهر من حرب غزة أو قل احتلال غزة؛ أعلن مشروع لممر جديد للشحن في سبتمبر ٢٠٢٣، يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، جمع بين الهند ودول عربية وإسرائيل، مما دفع الولايات المتحدة لدعمه.
بالطبع هذا كله إعادة إحياء مشروع قناة بن جوريون على هامش هذا المشروع، بعد رؤية القادة الإسرائيليين للفرصة المناسبة لتنفيذه وتعزيز مكانة إسرائيل كمركز تجاري.
هذا السيناريو هو جزء من استراتيجية إسرائيل الشاملة لاستكمال احتلال غزة، حيث يُعتبر مشروع قناة بن جوريون هو الحلم الذي يقف خلف احتلال غزة.
الأمر لا ينتهي عند أحلام إسرائيل التوسعية بل ما هناك السعي وراء التأثير الجيوسياسية والاقتصادي والأمني لضمان التفوق الإسرائيلي.
في رأينا أن مشروع قناة بن غوريون يشمل تحديات كبيرة على الصعيدين البيئي والاقتصادي، إضافةً إلى السعي للتأثير الجيوسياسي في ظل الوضع المعقد في المنطقة.
لا يخفي على فطن محاولات إسرائيل المستمرة لتحقيق التفوق الإقليمي، ويأتي المشروع كخطوة توسعية تستهدف ضرب قناة السويس بقناة ذات عمق أكبر وعرض أوسع. ورغم أن المشروع يواجه تحديات كبيرة، إلا أن إسرائيل لا ترى آثار التصعيد السياسي في المنطقة.
يفتح هذا المشروع باب التساؤل حول تأثيره على الأمان القومي المصري والعربي والأفريقي، مع الحاجة للتفكير الدقيق والتحليل الشامل لأبعاده المختلفة.
وأتساءل عن النوايا الحقيقية وراء هذا المشروع، وتأثيره على توازن القوى في المنطقة.
تلك الإجابات الاستراتيجية الإسرائيلية تكشف عن تطلعاتها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة، مما يفرض على الدول العربية تحليلًا دقيقًا للتحديات والفرص المتعلقة بمشروع قناة بن جوريون، والتفكير الاستراتيجي في كيفية التعامل مع هذا الواقع الجديد.
على العرب أن ينظروا بعناية إلى هذا المشروع ويقيموا تأثيراته على الأمان والاقتصاد، وأن يتعاملوا معه بحساسية تجاه التحديات المستقبلية والتوازنات الإقليمية.