رحل الأديب الكبير يعقوب الشاروني اليوم الخميس عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
نقل مقربون منه ان قلبه النبيل لم يحتمل مرارة المشاهد المآسوية التى ترتكب ضد أطفال غزة والمجازر التي تحدث ، فتوقف قلبه.
نعت وزيرة الثقافة، الدكتورة نيفين الكيلاني، الراحل ببيان صحفي مؤثر، حيث وصفته بأحد أبرز رواد أدب الطفل في الوطن العربي. كانت كتاباته الفريدة قد أثرت المكتبة العربية بمئات الأعمال الأدبية المخصصة للطفل، ليترك وراءه إرثًا ثقافيًا يظل حاضرًا في وجدان كل مصري وعربي.
وقدمت وزيرة الثقافة تعازيها لأسرته ومحبيه، داعية الله أن يُلهمهم الصبر والسلوان في مواجهة فقدان هذا العملاق الأدبي. وتأتي هذه الفاجعة في الوقت الذي كان يعتبر فيه يعقوب الشاروني شخصية مميزة لتمثيل كتاب الطفل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مما يزيد من حجم الفراغ الذي سيتركه هذا الرحيل في عالم أدب الطفل.
ولد الشاروني في العاشر من فبراير عام 1931 بالقاهرة، وقد خصص حياته لكتابة أدب الطفل، حاز على جوائز عديدة وترك بصماته في ميدان الأدب والثقافة. رحيله يترك فراغًا حزينًا يشعر به العديد من المحبين والقراء.
تجسدت إسهامات الشاروني في كتابة الأدب الطفلي في مئات من الأعمال، مما جعله لا يقتصر على إثراء المكتبة العربية بل ويضيف قيمة ثقافية عميقة للأجيال الصاعدة. حاز الشاروني على جائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب عام 2020، وعمل بتفانٍ كمستشار لوزير الثقافة لشؤون الطفل.
كمدير للمركز القومي لثقافة الطفل، وكعضو في لجنة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، كان للشاروني دور فعّال في تشجيع حب القراءة والثقافة بين الأطفال. كما شغل منصب مشرف على صفحة الأطفال في جريدة الأهرام لفترة طويلة، حيث أسهم في تشكيل رؤى الأطفال وتوجيههم نحو عالم الأدب.
تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا وأدبيًا لا يمحى، يتردد صداه في أذهان الأجيال المتعاقبة، مما يجعل رحيله فاجعة لعالم الأدب وخسارة كبيرة لمحبي الثقافة والأطفال على حد سواء. يبقى يعقوب الشاروني رمزًا للإبداع والتفاني في خدمة الثقافة وتشجيع حب القراءة بين الصغار.