منقول عن جريدة الأهالي
اسمع من المهندس” إبراهيم إمبابي” ، رئيس شعبة الدخان بـ اتحاد الغرف التجارية، عجبا، يقول نصا : ” أزمة السجائر ستظل مستمرة لـ “يوم الدين”، إذا لم يتم تغيير الهرم التوزيعي للسجائر فستظل المشكلة قائمة “!!
طويل العمر يطول عمره، بصوت الشيخ حسني في فيلم ” الكيت كات ” ، ” أنت بتستعماني يا هرم»، هرم إيه اللي أنت جاي تقول عليه يا إبراهيم افندى، نعرف هرم خوفو شامخا، ما حكاية الهرم التوزيعي إياه، هو أحنا اللي بنينا الهرم التوزيعي دون أن ندرى، طلع لنا هرم إذ فجأة، مرسوم على علبة السجاير، ومتي نصعد الهرم حتى قمته لنستكشف سر أزمة السجائر، دلني يا شيخ حسني، أقصد يا إبراهيم أفندي ، الأهرامات تشابهت علينا .
ل “يوم الدين” ياعينك يا جبايرك، الله يرحمه سعد باشا زغلول، يعني مفيش فايدة خالص، يعني نلقي القفازات ونسلم للاحتكارات، طيب وبعدين، هناك أعلى الهرم التوزيعي من يقف ساخرا من أزمتنا الدخانية، يحتكر توزيع السجائر عنوة، ويعطش السوق اقتدارا، ويرفع الأسعار افتراء، ويعكر المزاج العام متعمدا .
وحتى لا يطير الدخان، إزاء أزمة مخططة من جانب الاحتكارات أعلى الهرم التوزيعي على مقربة من أهرامات الجيزة، يقال والله أعلم أن الهرم التوزيعي أعلى من هرم خوفو، ويصعب الصعود إليه، قمة الهرم التوزيعي وعرة عصية على كل محاولات الارتقاء والتفكيك .
“قراصنة الهرم التوزيعي” أخطر من قراصنة الكاريبي، سطوا على السوق ونحن عنهم غافلون، قرصنوها، صارت بين أسنانهم الصفراء، استباحوا مزاج الغلابة، المدخن غلبان بكيفه، المدخن “مكره أخاك لا بطل” لسان حال المدخن وهو يشترى علبة السجائر بسعرها مضاعفا، الكيف يحكم ويذل !!
مخطط للحط من أعلى الهرم على المزاج الشعبي عند السفح الشعبي، لتعكير مود البلد، علما، خطوط الإنتاج تعمل بكامل طاقتها الطبيعية، وحجم الإنتاج بزيادة حسب المعلن مرارا ..
هناك شفاطات تشفط الإنتاج تواليا، تعطش السوق، وتزعج المواطنين، تسأل عن السجائر نهارا يقولك “مفيش”، تمر عليه ليلا يصليك بنار الأسعار !!
مستوجب تدخلا حكوميًا حاسما وعاجلا، لإطفاء نار السجائر، وبالسوابق الحكومة قادرة على لجم الأسواق، فقط تتفضل شركات الإنتاج بكتابة السعر على العلبة فى مكان بارز وبخط واضح، حكاية السعر مكتوب على “الباركود” ليس مجديا فى سوق الدخان، السعر مخفي فى الباركود دون سبب ، ما يسمح ل “تجار المزاج” بتعكير مزاج المدخنين .
ما يجرى فى سوق السجائر “بروفة” لأزمات معيشية مخططة تواليا فى السلع الأساسية، عملية تحضير أزمات سلعية فى الأفنية الخلفية، السكر نموذجا و الأرز مثالا، وهلم جرا من أزمات مخططة من أعلى الهرم التوزيعي .
مطلوب قبضة قوية لإجهاض المخطط الاحتكاري الذى تنفذه كارتلات ممسوسة سياسا، الحادث فى سوق التبغ (سجائر ومعسل) ليس عاديا، وليست أزمة عارضة بل أزمة مخططة و مستدامة ل “يوم الدين” كما يقول “إمبابي، رئيس شعبة الدخان” فى تصريحه الحزين.
وحتى لا يطير الدخان، وتختفي السجائر، يصح القول، نحن أمام أزمة متعمدة، جرى تحضيرها، وتنفيذها، والعمل عليها منذ شهور لإحداث اضطراب فى السوق، الاحتكارات تلعب فى الدخان، الدخول على الكيف، مستهدف تعكير المزاج العام .. وهذا جد خطير .
مستوجب تحركا حكوميا للجم أزمة السجائر وقاية من أزمات يجرى تحضيرها لتعكير المزاج العام فى عام أزمة خانقة، لن نتحدث عن الانفلات فى أسعار السلع الأساسية، وصحيح هناك اسباب موضوعية لزيادة بعض الأسعار ذات المكونات المستوردة، وباعتبارها سوقا حرة، عرضا وطلبا، ولكن فى أزمة السجاير، لا هو عرض ولا هو طلب، هو عرض لمرض الاحتكار، هناك تسعيرة جبرية للسجاير يجب أن تحترم، ومخالفة التسعيرة يعالجها القانون بالمصادرة والحبس وتطبيق قانون الاحتكار بمواده الحازمة .
البرلمان بجلاله قدره لما قرر رفع أسعار السجاير رفعها (خمسين قرشا فقط لاغير)، ولكن أكشاك السجاير ترفعها بالخمسة جنيه دون خجل ولا وجل، المناشدات الطيبة تصح فى سياقات طبيعية، ولكن فى الأزمات المخططة التى تعكس بالسالب على المزاج العام، لا يجوز ترك المستهلك نهبا لشهوات التجار، “المتربعون أعلى الهرم التوزيعي” ينشطون فى الأزمات لمص دماء المستهلكين دون استشعار لخطورة المسلك الانتهازي سياسيا..
وراء الأكمة ما وراءها.. والحديث عما وراء الأكمة يطول .. باتت ضروريا وعاجلا تحرك حكومى حازم وبالقانون لضبط ومصادرة السجائر المخزنة فى مخازن معلومة لخبراء السوق، وخلية نشطة يقظة لمواجهة الازمة المفتعلة، تقف عليها، وتدرس أسبابها، ومسبباتها، تطلع الهرم لتوفر حلولا وقائية رقابية خشية انتقالها بالعدوى إلى سلع أخرى خارج التسعيرة الجبرية .