في مثل هذا اليوم، 20 نوفمبر 1935، وقعت حادثة تاريخية ألقت بظلالها على الفلسطين المحتل. قتل المستعمرون البريطانيون الشيخ عز الدين القسام خلال اشتباك مسلح قرب جنين في فلسطين، مما فجر الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاستعمارين البريطاني والصهيوني.
الشيخ عز الدين القسام، ولد في بلدة جبلة بسوريا، شكّل رمزًا للمقاومة والنضال ضد الظلم والاستعمار.
قاد الشيخ حياة حافلة بالتضحيات والتعليم، حيث تلقى دراسته في الأزهر بالقاهرة وأخذ العلم من أئمته.
بعد عودته إلى جبلة، نشر القسام الوعي بين الناس وعمل كمعلم للكتابة والقراءة وحفظ القرآن. شارك في الصراع ضد الاحتلال الفرنسي وعاش تجربة المنفى في حيفا. هناك، أصبح إمامًا وخطيبًا في جامع “الاستقلال”، وساهم في تأسيس جمعية الشبان المسلمين.
استشهد الشيخ عز الدين القسام في معركة مستباح يوم 20 نوفمبر 1935، مشعلاً نار الثورة الفلسطينية. رحيله ألهم الأجيال وأشعل شرارة المقاومة الفلسطينية، تاركًا وراءه إرثًا يتجدد بشجاعة الفلسطينيين في مواجهة الظلم والاحتلال.
استشهاد الشيخ عز الدين القسام أثار حالة من الحزن والغضب في حيفا، وأدى إلى إضراب شامل في 21 نوفمبر 1935، حيث أُغلِقت الحوانيت والمتاجر والمطاعم، وجثم الحزن على القلوب. ودّع آلاف السكان الشهيد ورفاقه في أكبر جنازة شهدتها المدينة.
تأثير الشيخ القسام لم يقتصر على فترة حياته، بل كان له دور كبير في إشعال الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939). رغم أنه استشهد، بقيت روحه حية في نضال الشعب الفلسطيني، وألهم الأجيال المتعاقبة بروح المقاومة والتضحية.
في محنة الهجرة اليهودية وتصاعد التوترات السياسية، نشر الشيخ القسام رؤيته بشأن مسألة الاستعمار البريطاني، وشجع على الكفاح المسلح ضد الظلم. بفهمه للظروف الصعبة للفقراء وذوي الدخل الضئيل، أحاط بالمجتمع وحث على تحسين ظروف حياتهم.
تاريخ استشهاد الشيخ عز الدين القسام يظل محط إلهام للفلسطينيين، مدخلاً للتضحية والصمود في وجه الاحتلال. روحه تتجدد في كل مرة ينطلق فيها الشبان الفلسطينيون في مسيرة المقاومة، تحمل راية الحرية والكرامة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
التاريخ البطولي للشيخ عز الدين القسام أثر بشكل دائم على الوعي الوطني للشعب الفلسطيني. استمرت الروح المقاومة التي جسدها في التأثير على الأجيال الفلسطينية لتعتبره رمزًا للصمود والتحدي.
كان الشيخ عز الدين القسام يجمع بين العلم والدعوة إلى التحرير، مما جعل تأثيره يتعدى حدود حيفا ليصل إلى كل قرية ومدينة في فلسطين. انطلقت مبادئه وقيمه في تحفيز الفلسطينيين على الصمود والنضال من أجل حقوقهم وأرضهم.