أنا أشعر أن هروب المسيح إلى أرض مصر، لم يكن فقط حدثاً تاريخيا، تم من ألفين سنة، إنما أيضا كان نبوءة فى نفس الوقت، على هرب المسيح إلى أرض مصر فى أواخر الأيام. هرب المسيحية بروحها وتعاليمها المقدسة، وأرثوذكسية تعاليمها إلى أرض مصر، وهذا معناه أنه فى عصر الارتداد وقد جاء، ستكون مصر وكنيسة مصر مرة أخرى، المكان الذى يهرب إليه المسيح، وتهرب إليه المسيحية والقيم المسيحية نحن فى أواخر الأيام، وسيكون لمصر وكنيسة مصر، دورٌ طليع مهم، فى الأحداث الأخيرة، وتأكدوا أن ظهور العذراء فى الزيتون، هذا الظهور الحزين، لأن جميع المناظر التى رأينا فيها العذراء مريم على كنيسة الزيتون، رأيناها حزينة حتى ولو ظهرت وعلى رأسها التاج، إنما كانت فى كل هذه المناظر حزينة. أو راكعة تصلى، مما يدل على أنها تصلى، لتدفع كارثة مزمعة أن تقع، على الشرق الأوسط وعلى كل بقاع العالم ولعل هذه الأحداث الأليمة، التى سوف تتم فى مستقبل الأيام، وخصوصا بمجىء الدجال، فإن لمصر ولكنيسة مصر دور مهم وطليعى، ولا تنسوا أبداً أن تربطوا بين ظهور العذراء فى الزيتون، هذا الظهور العلنى وبين مجىء المسيح الثانى إن ظهور العذراء الحزين، إنما نذير للأحداث الشريرة التى حدث بعضها، وسيحدث بعضها الآخر، وربما يكون أشد، وهذا يحتاج منا أن نكون متنبهين، لأن هناك إمتحان للإيمان المسيح قال: إذا جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض؟ فهنا امتحان لإيماننا، لأن الأيام الآتية والسنوات القادمة، سيكون فيها تحدى أكثر وأكثر وتصعيد لهذا التحدى، من جهات مختلفة، من جهة المتعصبين من الأديان الأخرى، وأيضا من جانب إسرائيل، لأن عودة إسرائيل إلى أرض فلسطين، معناه تحدى للمسيح، ولكن هذا التحدى سينتهى أخيراً، بأن يبيد الرب المسيح الدجال، الذى سيتخذه اليهود ليكون ملكاً عليهم، وكأنه الملاذ والمخلص الذى يسعون ويبتغون ظهوره، وبعد أن يؤسس الدجال دولته، ويضطهد المؤمنين يقول: ” يجلس فى هيكل الله كإله، مُظهراً نفسه أنه إله… الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة ” (2. تس 2: 4-9)، كل هذا معناه تحدى للمسيح، ومعناه حربٌ على المسيحية إذن لكم أنتم أقباط مصر دور مهم، فى المحافظة على الإيمان، والمحافظة على التراث، المسيح الذى هرب من ألفين سنة، يهرب الآن إلى مصر، وإلى كنيسة مصر، وستكون مصر هى السلاح فى يد الله، الذى يحارب حروب الرب نعمة إلهنا تشمل جميعنا وله الإكرام والمجد إلى الأبد آمين
[عظة بعنوان (هروب المسيح سبب بركة لمصر) بقلم: العلاًمة المتنيح نيافة الأنبا غريغوريوس ألقيت بكنيسة العذراء مريم بادفو فى صباح الأحد 13 يناير 1980م]