نشرت صحيفة الوشطن بوست تقرير مطول هذا نصه :-
تقترب الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس من التوصل إلى اتفاق لتحرير العديد من النساء والأطفال المحتجزين كرهائن في غزة. برعاية قطر، يتضمن الاتفاق تجميد القتال لمدة خمسة أيام، مما قد يؤدي إلى تحقيق توقف مستدام للصراع في المنطقة.
تتضمن شروط الاتفاق الفصلي الذي يمتد لست صفحات تحرير 50 رهينة أو أكثر، من إجمالي 239 رهينة، بشكل تدريجي كل 24 ساعة. سيتم استخدام القدرات الجوية لمراقبة حركة الأرض أثناء التوقف. ومن المتوقع أن يسمح وقف القتال بزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، للوصول إلى سكان القطاع المحاصر من مصر.
تم التفاوض على الصفقة في الدوحة برعاية قطر وسط ضغوط دولية لوقف فوري لإطلاق النار. ورغم الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن قبول الاتفاق يظل قرارًا صعبًا بالنسبة لإسرائيل. ومع تأكيد إسرائيل على ضرورة إطلاق سراح الرهائن، هناك أصوات ترفض المقايضة.
تزايدت الضغوط على نتنياهو بسبب القتلى الفلسطينيين والرهائن، حيث دعت أكثر من 100 دولة لوقف كامل لإطلاق النار. بينما أكد الرئيس الإسرائيلي تساحي هيغبي على أن وقف القتال سيكون محدودًا وقصيرًا.
من جهته، أعلنت الإدارة الأميركية دعمها للتوقف المؤقت للقتال، بينما تبذل جهودًا مكثفة لإطلاق سراح التسعة الأميركيين والمقيم الدائم. يسعى المسؤول الأمريكي بريت ماكغورك لتعزيز الخطة، مؤكدًا أن تحرير رهائن كبير سيؤدي إلى توقف كبير في القتال وزيادة هائلة في المساعدات الإنسانية.
من المتوقع أن يلعب تحرير أمريكيين ورعايا آخرين دورًا هامًا في العملية، مع التأكيد على عدم تضمين الاتفاق الأولي لأي رهائن إسرائيليين. وعلى الرغم من ذلك، يتوقع أن يشهد الإفراج الناجح عن النساء والأطفال فتح الباب أمام إطلاق سراح مجموعات إضافية.
تزامنًا مع التطورات، أدلى الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات حول أهمية التوقف عن إطلاق النار والعمل نحو وقف دائم للصراع. ورغم الضغوط الداخلية، يظل نتنياهو ملتزمًا بمواصلة الهجمات حتى لو أدت إلى موافقة على نقل الوقود إلى غزة.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع الحالي وصل إلى ذروته بعد وفاة عدد كبير من الفلسطينيين والمخاوف المتزايدة بشأن الأزمة الإنسانية في غزة. تعكس تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية رغبتهم في تحقيق توقف شامل للقتال من خلال تحرير الرهائن.
في هذا السياق، يقوم بريت ماكغورك، كبير مسؤولي الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، بجهود دؤوبة لدعم خطة الإفراج عن الرهائن. تشمل جهوده رحلة طويلة في المنطقة تشمل لقاءات في إسرائيل وقطر بهدف تعزيز التفاهم وتحقيق توقف دائم للصراع.
يتبقى السؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على تعليق هجماتها على غزة بشكل مؤقت، وفقًا لشروط محددة، وما إذا كان يمكن تجاوز العقبات الأخيرة. تبقى مستقبل المنطقة والجهود الدولية لتحقيق سلام مستدام قضية حساسة تتطلب مزيدًا من التفاوض والتعاون.
التطورات الحالية تبرز الإرادة الدولية لتحقيق توقف فعّال للقتال في غزة والسعي إلى إطلاق سراح الرهائن. على الرغم من تحفظات إسرائيل وضغوط داخلية قوية، يظهر أن هناك فرصة لتحقيق اتفاق يفضي إلى فترة هدوء تعزز الحلول الإنسانية وتساعد في إنهاء المعاناة الشديدة في غزة.
في هذا السياق، تأتي دور قطر كوسيط رئيسي، حيث تقود جهود التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة. ومن المهم أن تظل المجتمع الدولي على أهبة الاستعداد لدعم أي اتفاق يحقق الاستقرار ويخفف من معاناة المدنيين.
على الرغم من التحديات الكبيرة، يمكن أن يكون إتمام اتفاق إطلاق الرهائن خطوة إيجابية نحو التهدئة وفتح الباب أمام مفاوضات أوسع نطاقًا بشأن المستقبل. سيكون من الضروري مواصلة الضغط من أجل حلول دبلوماسية دائمة لتجنب تكرار دورة العنف والتوتر.
في الختام، يبقى الأمل في أن يسفر الجهد الدولي عن تحقيق الاستقرار في المنطقة وتوفير المساعدة الإنسانية اللازمة للسكان المحاصرين.