في ظلمات الحياة، قد نقع ضحايا الوهم، فنعيش مشاعرًا نعتقد أنها حقيقية، ولكنها في الحقيقة مجرد كذبة. قد نعتقد أن هذه المشاعر ستبقى معنا إلى الأبد، ولكنها سرعان ما تتغير وتتحول إلى شيء لا يستحق، ليس لأننا كنا نشعر بها بسطحية، بل لأن القلوب تتقلب وتتغير وتتبدل في لحظات.
تتوقف الحياة أحيانًا عندما نشعر بمشاعر قوية، فنركض خلفها دون تفكير، ونجعلها تحكم حياتنا. ولكن عندما نكبر، ندرك أن ما كنا نراه ليس بالصورة التي كنا نراه عليها. ونبدأ في الشك حتى في مشاعرنا، ونظن أنها ليست حقيقية.
المشاعر والحب يتبدلان، والألم يتغير، ويصبح رمادًا لا وجود له. ولكن عندما ننظر إلى الوراء، نتذكر الألم وخيبات الأمل وانكسار القلوب، ونعتقد أن هذه هي أكبر الخسائر.
لماذا لا نرى الألم قوة؟ ولماذا لا نرى خسارة من نحب بأنه ربح لنا؟ لماذا نجعل الألم سببًا في انكسار قلوبنا، ولا نجعله درسًا لنا في الحياة؟
نستطيع أن نرى كل شيء على حقيقته، ولكننا لا نفعل ذلك إلا عندما نخسره. عندما نفقد الوقت، ونفقد كل شيء، ندرك كم كنا غافلين عن الحقيقة.
الحياة غير مثالية، فهي مليئة بالمشاكل والمتاعب والألم. ولكن هذه المشاكل هي التي تعلمنا معنى الحياة، وخسارة من نحب هي درس لنا في قيمة الحياة.
الكلمات والحروف لن تصف معنى الحياة الحقيقي، فكل إنسان له رؤيته الخاصة للحياة. ولكن السؤال الذي يبقى يتردد في قلوبنا: لماذا ندفع قلوبنا للألم، ونحن ندرك بأن كل شيء له نهاية؟
لماذا نتألم، ونبكي، ونغرق في الحزن، ونحن نغفل عن الحقيقة، ونحن ندركها؟
قد يكون السبب هو قلوبنا التي ترقص بحثًا عن الحياة، رغم إدراكنا بأنها مرحلة لن تدوم لأي إنسان. وقد يكون السبب هو عشقنا للمستحيل، وإيماننا بأنه هو سبب سعادتنا.