بعد مرور 37 يومًا على الحرب الهائلة التي شهدتها غزة، يثير الهدوء النسبي في زخم الاحتجاجات والمظاهرات في الدول العربية تساؤلات حول مدى تأثير الصور الصادمة والأحداث الدموية على الوعي العام. هل أصبحت الشعوب معتادة على هذه المأساة، أم أن هناك جوانب أخرى تفسر تراجع الاستنكار؟
رغم أن القتل والدماء لا يزالان يلوحان في أفقنا، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه الصور الصادمة قد فقدت تأثيرها على الوعي الجماعي، أم أن هناك تحولات في الأولويات والانشغالات اليومية التي أثرت على مدى التفاعل مع الأحداث الدائرة.
لكن هل يكون الحد من الاحتجاجات العامة بمثابة تقبل للمأساة؟ أم هو تقاعس مؤقت يمهد لموجة جديدة من التحرك الشعبي؟ يتعين علينا فحص جذور هذا التراجع وفهم أبعاده الاجتماعية والثقافية.
من الجانب الآخر، تشدد الدعوات لتصعيد المظاهرات أمام السفارات الأمريكية، وهي دعوة للتعبير عن الغضب والاستنكار تجاه السياسات التي يُعتبر أنها تسهم في استمرار الصراع والمعاناة في غزة. هل يكون هذا النوع من الاحتجاجات فعالًا في تحقيق التغيير، أم أن هناك حاجة لاستراتيجيات أخرى للنفاذ إلى الوعي الدولي والتأثير على القرارات السياسية؟
في هذا السياق، يتعين على الشعوب في الدول العربية الخروج للضغط على حكوماتها، ولكن هل يكون هذا الضغط كافيًا لإحداث تحول في المواقف السياسية والعمل على وقف التصعيد العسكري؟ هل يمكن للشعوب تحقيق تأثير فعّال يضع ضغطًا على حكوماتها لاتخاذ إجراءات ملموسة تجاه الأحداث الجارية في غزة؟
في النهاية، يظهر الوقت كعامل حاسم في تقييم تأثير الأحداث على الوعي العام والاستعداد للتحرك. هل ستستمر الهدوء النسبي أم سيشهد العالم ردود أفعال قوية ومستمرة، تعكس إصرار الشعوب على تحقيق التغيير والتصدي لمأساة غزة؟